الإخوان المسلمون: بلغ نفاقهم حدّ إرهابهم
وفاء سلطان
لا يهمني، ومتى كان يهمني، أن أرضي فلانا مقابل أن أتجنب اتهاماته أو شتائمه؟!! حماس،
باختصار شديد جدا، إفراز اسلاميّ إرهابيّ لا يرقى إلى مستوى حكومة بامكانها أن تواجه
مسؤولياتها تجاه شعبها بحكمة وأخلاق!
ومتى استطاعت شرذمة إسلاميّة عبر التاريخ الإسلامي أن ترتقي إلى مستوى مسؤولياتها؟!!لست هنا في صدد الدفاع عن "اسرائيل" ولا يهمني شأنها، فعندما قامت لم يسألني اليهود عن رأي في أرضهم الموعودة، ولو فعلوا لنصحتهم أن يحرقوا كتبهم الدينية ويفروا بجلودهم، فالمسلمون أمة متصحرة العقل والضمير وسيتصحر كل من يجاورهم في عقله وضميره.
قبل قيام اسرائيل لم يذكر التاريخ الموثق بأن اليهود قادوا معركة، ولا أذكر أنني قرأت في التاريخ عن قائد عسكري يهودي واحد، أما المسلمون فهم وفي كل ثانية من تاريخهم أهل حروب، القتل والقتال بالنسبة لهم هوية وطريقة حياة، إن لم يجدوا عدوا يقاتلونه صنعوا من أنفسهم ذلك العدو!
هل تستطيع أمة تقنع رجالها منذ نعومة أظفارهم بأن "يَقتلوا أو يُقتلوا" كي يكسبوا رضى الله، هل تستطيع أن تعلمهم في الوقت نفسه أن يؤمنوا بالحياة كقيمة وبأن يقدروا تلك القيمة؟!
عندما استعدت إيميلي بعد غياب دام أسابيع وجدت رسائل كثيرة من قرّاء مسلمين تسألني عن رأي بما يحدث في غزّة. لست معنية بالجواب بقدر اهتمامي بالدوافع النفسية وراء تلك الأسئلة. هل استنكار هؤلاء القرّاء لما يجري في غزة هو السبب الوحيد لمعرفة رأي بالأمر؟! طبعا لا!
فمن يستنكر ما يجري في غزة، من منطلق ايمانه بالحياة كقيمة، يُفترض أن يسألني ذلك السؤال لدى كلّ حدث يهدد الحياة كقيمة.
.............
ربع مليون جزائري قتلوا على أيدي اسلاميين من أبناء جلدتهم بأبشع أنواع القتل، لكن لم يسألني قارئ مسلم واحد عن رأي بتلك المجزرة!
من خلال تقرير كان قد نشر مؤخرا على موقع "آفاق"، أكدت بعض النساء الجزائريات اللاتي تعرضن للإغتصاب من قبل الجماعات الإسلامية بأن الإسلاميين كانوا يكبّرون ويصلون على نبيهم قبل أن يبدأوا بافتراس ضحيتهم.
قرأ التقرير الكثير من المسلمين، لكن لم يتساءل أحد عن مدى أخلاقية هؤلاء البرابرة، فلماذا يسألونني عن رأي بأحداث غزة؟!!
أكثر من عشرين ألف مواطن سوري فقدوا حياتهم بسبب جرائم الإخوان المسلمين وردود فعل السلطات السورية، لكن لم يتفضل قارئ مسلم واحد بسؤالي عن رأي حيال تلك الجرائم!
التفجيرات التي حدثت في فنادق أردنية وقتلت بشرا يحتفلون بعرس، وهي أقدس لحظات الإحتفال بالحياة كقيمة وحق، لم تدفع قارئا مسلما واحدا ليعرف رأي بخصوص تلك الجرائم!
هاجم الإرهابيون قرية الكشح المصرية وقتلوا واحد وعشرين فلاحا قبطيا، لم تحرك الحكومة المصرية ساكنا ولم يسألني مسلم واحد عن رأي بتلك المجزرة!
دفن صدّام حسين أكثر من ثلاثة مائة ألف شيعي وكردي أحياء، ناهيك عن الذين حرقهم بالسموم الكيمائية، لكن لم يتجرأ مسلم واحد على سؤالي عن رأي حيال ما ارتكبه صدام من جرائم!
حتى وفي ذروة تصاعد ما يجري في غزة قامت امرأة مسلمة، من أمهات المؤمنين، بتفجير نفسها قرب مسجد شيعي وقتلت مايزيد عن أربعين شخصا، لكن معظم المواقع والمحطات العربية تجاهلت الحدث، ناهيك عن قيام أحد من القراء بسؤالي عن رأي!
منذ أشهر قليلة قتلت حماس أحد عشر شخصا من عائلة واحدة بحجة أنهم ينتمون إلى فتح، لم أتلق سؤالا من قارئ يشكّ في أخلاقية تلك الجريمة!
لا قيمة للحياة عند المسلم، وإلا لاستنكر كلّ انتهاك للحياة، بغضّ النظر عن متى وأين وكيف تمت عملية الإنتهاك! المسلمون يولولون على ضحايا غزة، ليس من منطلق حزنهم واحترامهم لأرواح تلك الضحايا أبدا، وإنّما من منطق إستنكارهم لهوية القاتل! لو كان القاتل حماس أو فتح أو أي خليفة مسلم لكان الأمر لدى أيّ مسلم عاديّا للغاية!
...................
على تلفزيون الـ CNN ظهرت امرأة فلسطينية تضرب وجهها، تولول وتتساءل: ماذا فعل لهم أطفالنا كي يقتلوهم؟!!
من يدري؟ قد تكون هي نفسها الأم الفلسطينية التي ظهرت منذ عامين عندما فجر ابنها نفسه في مطعم اسرائيلي وهي تزغرد وتقول: "الحمد لله الذي شرفني باستشهاده، لديّ ثلاثة أبناء وأتمنى من كل قلبي أن يتبعوا نفس الدرب".
الأم التي سقطت بها عقيدتها إلى ذلك المستوى لا تحزن ولا تعرف قيمة الحياة، وإلاّ لبكت لمقتل ولدها الذي فجرّ نفسه بنفس الصدق الذي تبكي به على مقتل أولادها تحت طائلة الصواريخ الإسرائيلة. مهما تعددت طرق الموت يبقى الموت مرفوضا، وتبقى الحياة جديرة بأن نبكي عليها.
كيف تريدونني أن أتعاطف مع أمّ تزغرد لأنّ ابنها فجر نفسه، وتبكي لأن اليهود قتلوا ابنها الآخر؟ في كلا الحالتين خسرنا حياة كانت جديرة بأن تصان، ولا أستطيع أن أقبل زغاريد أم ودموعها في آن واحد، لأنني ببساطة أشك في تلك الحالة في صدق مشاعرها وأمومتها.
للموت شكل واحد ـ وهو قبيح للغايةـ وخصوصا عندما يتناول فلذة أكبادنا، شكل نرفضه ونكرهه ولا يمكن أن نزغرد له! لا فرق عند المسلم بين أن يُقتل وبين أن يَقتل. بناء على جوهر العقيدة المحمدية في كل الحالتين يُحظى المسلم بالجنة، فلماذا ينتف المسلمون شعورهم على أهل غزة؟!! أو بشكل آخر: لماذا يولولون على أهل غزة ولم يذرفوا دمعة واحدة على ضحايا العراق ومن قبله ضحايا سوريا ومصر والأردن والجزائر؟!!
عندما تزنّر أمّ نفسها بحزام ناسف وتحيل جسدها في ثوان إلى شظايا تفتك بعشرات الأبرياء، لماذا لا يحتج أتباع محمد على عمل بربري كهذا، علما بأن الضحية منهم، لأن القاتل منهم أيضا؟!!
لقد مزقوا أشلاء بعضهم البعض، وبطريقة لم يمارسها مجرم في تاريخ البشرية، لكن أحدا منهم لم يحتج على ذلك!
الذين يسألونني عن رأي، يفعلون ذلك من أحد منطلقين: إمّا أملا أن أقول شيئا يستطيعون أن يدينوني من خلاله، وإمّا أملا أن أقول ما لا يستطيعون أن يقولوه.
................
برهان طفل فلسطيني من الضفة الغربية، كان عمره أربعة عشر عاما عندما انفجر به لغم وأدى إلى قطع يديه ورجليه وأفقده معظم حاستيّ البصر والسمع.
حدث ذلك منذ حوالي عشر سنوات، وقامت عندها جمعيّة الناصرة الخيريّة في جنوب كاليفورنيا باستقدامه كي تقوم بعرضه على أطباء أمريكان في محاولة لإسترجاع ولو جزء من بصره أو سمعه.
أقامت الجمعية حفل عشاء خيري دعت إليه أبناء الجالية العربية كي يعود ريعه إلى مساعدة عائلة برهان التي تضم اثني عشر طفلا ودفع تكاليف علاجه.
كنت أحد ضيوف الحفل، جلست بجوار أمّ برهان ورحت أستمع إليها وهي تروي ظروف الحادث وتعبّر عن مخاوفها على مستقبل أولادها الآخرين.
دخلت القاعة سيّدة فلسطينيّة معروفة جيدا باعتبارها أحد أكبر أغنياء الجالية العربية، كانت ترتدي معطفا من الفراء الثمين وتبدو كنجمة من نجوم هوليوود. اقتربت تلك السيّدة من برهان ووضعت يدها على كتفه ثم راحت تموء: "بوورهان....إنتا بتل يا بوورهان...إنتا بتل...إحنا فخورين فيك يا بوورهان...
ثم أردفت تقول: لازم ترجع عالبلاد يا بوورهان....مش لازم نترك الوتن للسهاينة يا بوورهان". لا تريد سيدتنا "أمّ الفراء" أن تترك الوطن للـ "السهاينة"، وتريد من برهان الذي لم يبق منه سوى كتلة من اللحم الفاقدة لمعظم حواسها، تريده أن يرجع كي يحمي لها "الوتن"!
هي مضطرة أن تبقى في أمريكا كي تحرس ملايينها، تعيش في أفخم القصور وتركب أحدث السيارات وترسل أولادها الثلاثة إلى أفضل جامعات العالم، بينما يعود برهان كي يحمي لها الوطن! يا له من نفاق!
ذكّرني بتلك السيّدة قادة حماس وهم يتنافسون على شاشات التلفزيون، بهاماتهم الضخمة والشبيهة بالأبقار الهولندية المعلوفة والمحقونة بكميات كبيرة من الهرمونات، يتنافسون كي يتشدّقوا بأرواح أطفالهم ونساءهم مقابل كسب سياسي خسيس لن يقودهم أبعد من كروشهم المندلقة وفي أفضل الأحوال أبعد من موائدهم العامرة.
Commentaire