.لا شك أن يوسف بن تاشفين ومعه أمراء المرابطين وكبار سلاطين الموحدين والسعديين قد ضاقت بهم قبورهم هذه الأيام، وهم يسمعون ويشاهدون كيف تحولت مدينة وعاصمة ملكهم إلى مجرد استوديو وديكور خلفي لأفلام «البورنو» مدفوعة الأجر لدى أكبر مواقع الإباحة على الأنترنيت.
اعتقال أجانب هذا الأسبوع بمراكش، بعد اختراق أجهزة الاستعلامات العامة لأنشطتهم المريبة، بين بالملموس حجم زحف الرداءة على المدينة الحمراء، وكيف حول بضعة فرنسيين بسطاء شباب مراكش والنواحي إلى مجرد آلات جنسية لا تتوقف إلا بتوقف الكاميرا، وبعد تسليمهم أجورهم، تتم عملية المونتاج والإخراج، ويوضع الفيلم البورنوغرافي لدى مواقع الإباحة بالأنترنيت التي يشاهدها العالم بأسره بمقابل مالي يقتطع من البطاقات البنكية.
«راضية الكلبة الصغيرة في استعداد لكل شيء على ظهر جولة»، «لحظات شيقة «مع رشيدة في صالة الحمام»، «مغربية في مراكش تحب أن يُتبول عليها»، «لحظات خاصة مع مغربية في فندق بمراكش»،... هذه بعض عناوين الإذلال مصحوبة بصور حقيقية لمغربيات قبلن تصويرهن وتقديمهن في أشرطة بورنوغرافية تباع بمئات الأوروهات عبر الأنترنيت، بدون خجل ولا حياء، مع تعليقات على هذه الأفلام تذل أكثر تاريخ المغرب ومجتمعه.
مراكش التي كان ربيعها عنوانا لخرجات النزهة، وتلاقي وجهاء «الحناطي» وحرف الصناع مع كبار ناظمي الملحون وأعظم «الكًرايحية»، في عرصة مولاي رشيد وعرصة مولاي عبد السلام، حيث تصدح الحناجر شموخا مع علو أشجار النخيل، هي نفسها المدينة التي تركت نفسها في أيدي الأجنبي الغريب الذي يجر معه عقده الجنسية واستيهاماته الشاذة، مع حفنة من الأوروهات، ويرخي أرجله وسط كًيليز وداخل المقاهي والعلب الليلية يصطاد فيها ضعاف النفس، ويحول تاريخ بلد بأكمله وتاريخ مدينة حكمت حتى تلمسان وقرطبة وتينبوكتو، إلى مجرد مدينة مليئة بباغيات وعاهرات لا ضير لديهن في أن يتبول على جسدهن العاري أحقر سائح أجنبي يضع رجليه في مراكش ويعرض هذه المشاهد على العالم بأسره.
يحكى أن السلطان المولى إسماعيل العلوي لما دخل قصر البديع بمراكش لأول مرة أذهله بيت بزخرفاته ونقوش جدرانه وفسيفسائه ورخامه اللامع على الأرض، فبسط سجاده وبدأ يستعد للصلاة، فتدخل حاجبه وهمس في أذنه قائلا له: «لا يصح يا مولانا إنه مرحاض».
عظمة مدينة مراكش يبدو أنها أصبحت في حكم التاريخ المنسي، ويبدو كذلك أن الزمن أصبح عملة للتناسي والنسيان، وأن الحاضر لا يصنعه سوى ضعاف النفوس الذين حولوا مراكش إلى صالون بورنوغرافي، وأن من يشاهد عناوين الأفلام التي صورت في مراكش وتعرض على الأنترنيت، سيكتشف ببساطة أن من يقف وراء ذلك لا ينتج أفلاما إباحية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى إذلال البلد والمدينة ككل وتصوير المغاربة ككائنات طوعية، تنكحها وتتبول عليها وتبصق على وجهها وهي تبتسم، أعترف بأن ذلك صعب على القراءة والتقبل، لكن خطورة ما وصلت إليه الأمور بمراكش، واعتقلت بسببه عناصر الأمن فرنسيين يقفون وراء تصوير هذه الأفلام، هي الأصعب على الإطلاق.
المساء
اعتقال أجانب هذا الأسبوع بمراكش، بعد اختراق أجهزة الاستعلامات العامة لأنشطتهم المريبة، بين بالملموس حجم زحف الرداءة على المدينة الحمراء، وكيف حول بضعة فرنسيين بسطاء شباب مراكش والنواحي إلى مجرد آلات جنسية لا تتوقف إلا بتوقف الكاميرا، وبعد تسليمهم أجورهم، تتم عملية المونتاج والإخراج، ويوضع الفيلم البورنوغرافي لدى مواقع الإباحة بالأنترنيت التي يشاهدها العالم بأسره بمقابل مالي يقتطع من البطاقات البنكية.
«راضية الكلبة الصغيرة في استعداد لكل شيء على ظهر جولة»، «لحظات شيقة «مع رشيدة في صالة الحمام»، «مغربية في مراكش تحب أن يُتبول عليها»، «لحظات خاصة مع مغربية في فندق بمراكش»،... هذه بعض عناوين الإذلال مصحوبة بصور حقيقية لمغربيات قبلن تصويرهن وتقديمهن في أشرطة بورنوغرافية تباع بمئات الأوروهات عبر الأنترنيت، بدون خجل ولا حياء، مع تعليقات على هذه الأفلام تذل أكثر تاريخ المغرب ومجتمعه.
مراكش التي كان ربيعها عنوانا لخرجات النزهة، وتلاقي وجهاء «الحناطي» وحرف الصناع مع كبار ناظمي الملحون وأعظم «الكًرايحية»، في عرصة مولاي رشيد وعرصة مولاي عبد السلام، حيث تصدح الحناجر شموخا مع علو أشجار النخيل، هي نفسها المدينة التي تركت نفسها في أيدي الأجنبي الغريب الذي يجر معه عقده الجنسية واستيهاماته الشاذة، مع حفنة من الأوروهات، ويرخي أرجله وسط كًيليز وداخل المقاهي والعلب الليلية يصطاد فيها ضعاف النفس، ويحول تاريخ بلد بأكمله وتاريخ مدينة حكمت حتى تلمسان وقرطبة وتينبوكتو، إلى مجرد مدينة مليئة بباغيات وعاهرات لا ضير لديهن في أن يتبول على جسدهن العاري أحقر سائح أجنبي يضع رجليه في مراكش ويعرض هذه المشاهد على العالم بأسره.
يحكى أن السلطان المولى إسماعيل العلوي لما دخل قصر البديع بمراكش لأول مرة أذهله بيت بزخرفاته ونقوش جدرانه وفسيفسائه ورخامه اللامع على الأرض، فبسط سجاده وبدأ يستعد للصلاة، فتدخل حاجبه وهمس في أذنه قائلا له: «لا يصح يا مولانا إنه مرحاض».
عظمة مدينة مراكش يبدو أنها أصبحت في حكم التاريخ المنسي، ويبدو كذلك أن الزمن أصبح عملة للتناسي والنسيان، وأن الحاضر لا يصنعه سوى ضعاف النفوس الذين حولوا مراكش إلى صالون بورنوغرافي، وأن من يشاهد عناوين الأفلام التي صورت في مراكش وتعرض على الأنترنيت، سيكتشف ببساطة أن من يقف وراء ذلك لا ينتج أفلاما إباحية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى إذلال البلد والمدينة ككل وتصوير المغاربة ككائنات طوعية، تنكحها وتتبول عليها وتبصق على وجهها وهي تبتسم، أعترف بأن ذلك صعب على القراءة والتقبل، لكن خطورة ما وصلت إليه الأمور بمراكش، واعتقلت بسببه عناصر الأمن فرنسيين يقفون وراء تصوير هذه الأفلام، هي الأصعب على الإطلاق.
المساء
Commentaire