محكمة سعودية تحقق مع جني فى اتهام «قاض» بتسهيل الاستيلاء على أملاك الدولة
كتب عمر الهادى 22/10/2010
تواصل محكمة المدينة المنورة تحقيقاتها فى قضية اتهام أحد قضاة المحكمة بالفساد وتلقى رشاوى تصل إلى 600 مليون ريـال سعودي مقابل تسهيل استيلاء عصابة على أراض وفيلات مملوكة للدولة، بينما دخلت القضية التى تشغل الرأى العام السعودي مرحلة غير مألوفة بعدما أكد القاضى المتهم فى التحقيقات أنه «تعرض للسحر على يد وسيط الرشوة»، وأن الوسيط الهارب تمكن من السيطرة عليه و«استغله فى تمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك».
قالت صحيفة «عكاظ» السعودية، أمس الأول، إن رئيس محكمة المدينة المنورة، الشيخ فهد المحيميد، طلب من الراقى الشرعي فايز القثامى أن «يستنطق الجنى الذى يتلبس القاضى المسحور»، و يعد خطاباً للمحكمة يتضمن المعلومات التى أوردها الجني لدى استنطاقه، و منها ما يخص الوسيط الهارب و المخالفات التى وقع فيها القاضى قبل إحالته للتحقيق في رمضان الماضى.
ونقلت الصحيفة عن القثامى قوله إنه استنطق الجني الذى تلبس القاضى فى جلسة «رقية» بحضور أعضاء «لجنة السحر» في هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و عمدت العصابة المكونة من 12 فرداً للاستيلاء على فيلات الإسكان، عندما أقرت السلطات السعودية تعويض المواطنين المستفيدين من صندوق التنمية العقارية بهذه المساكن بدلا من منحهم قروضاً مالية، حيث اشترت العصابة منازل المواطنين المستفيدين بأسعار زهيدة جدا و بأسماء مستأجرة، مستغلة أن المواطنين لا علم لهم بالقرار، ثم عمد أعضاؤها إلى تسجيل صكوك الفيلات بأسمائهم، و باعوها بمبالغ وصلت لـ400 ألف ريال للوحدة، كما استولت العصابة على أراض شرق المدينة عبر صكوك مزورة تم استخراجها بمساعدة بعض القضاة، بحسب مصادر سعودية.
وكشفت التحقيقات عن تورط 7 مكاتب هندسية فى القضية، ومن المتوقع أن يصل عدد المتهمين إلى 30 متورطاً من داخل المحكمة وخارجها، فيما هرب أحد أصحاب المكاتب الهندسية المتهمين إلى خارج المملكة بعد اكتشاف 100 مليون ريـال فى حسابه البنكى.
و كانت الأسئلة التي تواترت بين السعوديين تدور في محورها الأساس حول كيفية تعاطي القضاء مع هذا التبرير خصوصاً وأنه صدر عن أحد "أبناء الدار" فهو ابن المؤسسة نفسها، و كيفية ضبط و إحضار الجني و تسجيل شهادته في محضر التحقيق، في وقت تدور أسئلة أخرى عن تمييز الجني الحقيقي من المزور في حالات قد تأتي لاحقاً فيما لو نفذ القاضي المتهم بعذره من العقوبة، خصوصاً و أن الذهنية المتدينة تتعامل مع السحر و أنه يتمكن من عوام الناس بسهولة أكبر عن غيرهم المتدينين، في حين يبرز السؤال الواسع عن كيفية التأكد من سلامة الكثير من القضاة الآخرين فيما لو كان بعضهم قد أصابه مسّ ويمكن أن يكونوا يرتكبون الكثير من جرائم الفساد تحت تأثير السحر وملوك الجن.
و دعم راقٍ شرعي رواية القاضي المتهم وقال في تصريحات صحافية له إنه بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي و أشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و أكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية و حديث الجني.
لكن ذلك لم يكن كافياً لأن يرفع الكتاب السعوديون أقلامهم، و ما زالت صحفهم تفيض بتهكم وتساؤلات وترقب لما ستؤول إليه القضية.
و نبه الكاتب صالح الطريقي وزارة العدل إلى أن القضية قد تنتهي بتخوف المواطنين من ساحات المحاكم لأنها ستكون مسكونة على حد تعبيره، وأضاف " هناك حيلة يمارسها بعض المتمرسين بالإجرام في الغرب،وذلك بمحاولة إثبات مرض المتهم بـ"انفصام الشخصية" من أجل أن يستحق العلاج لا السجن، مؤكدا أن القاضي المتهم أقل ذكاء باختياره حيلة جديدة بإحالة الأمر على الشيطان و الجن حيث قال "إنه مسحور" و القاضي لا يستطيع سجن الشيطان" و ختم بأن "وزارة العدل السعودية إن صدقت ما قاله القاضي المتهم ستجد نفسها مضطرة للتعاقد مع فرقة لفك السحر لحماية القضاة من السحرة ، و بالتالي ستتحول محاكم المملكة إلى ساحة معركة بين السحرة و شياطينهم و المقرنين ، الأمر الذي سيجعل المواطن لا يلجأ للمحاكم خشية من الأماكن المسكونة".
وكتب خلف الحربي ساخراً تحت عنوان خاموش كركوش تزرع طماطم يطلع فتوش، "قد فكرت في الذهاب إلى المدينة المنورة للبحث عن المكان الذي دفن فيه هذا السحر كي أنبشه وأكتشف خصائصه فلا شك أنه عمل محكم و إلا لما استطاع أن ينفذ إلى عقل هذا القاضي الجليل الذي يحكم بشرع الله! و لكنني تراجعت عن هذه الفكرة لأنني تذكرت بيانا لمصدر مسؤول في مجلس القضاء الأعلى ينفي توجيه اتهامات لأي قاض في المدينة المنورة و هو بيان كان يلوم ضمنيا وسائل الإعلام على افتعال هذه القضية التي ليس لها أساس من الصحة!، فبعد أن ثبت اتهام القاضي و مجموعة من الأطراف الأخرى بقضايا فساد يشيب لهولها الولدان بعكس ما جاء في بيان مجلس القضاء الأعلى وجدت أنني سوف أكون مضطرا لنبش كل الأعمال السحرية المدفونة طوال المسافة التي تفصل بين المدينة المنورة و الرياض!".
و بارك حمود أبوطالب تحت عنوان "لا يا شيخ" للقاضي بمناسبة شفائه من "السحر" بعد هروب الوسيط الساحر فقال " يا عيني عليك يا سيدي القاضي، بعد الشر عنك، وسلامتك ألف سلامة وان شاء الله عدوينك".
و حذر أبوطالب من ترك الوسيط "الساحر" ليعبث في باقي الإدارات "المهمة" قائلاً إن الوضع سيكون خطراً لو نشر الوسيط سحره و تمكن من المعاملات الكثيرة.
في حين لم تخل المدونات و المنتديات الالكترونية من التهكم ذاته إذ خرج بيان أكد فيه موقعوه أنهم "الجن الزرق" و يبرأون إلى الله خلاله من ابنهم العاق الجني الفاسد، قائلين إنه قد خرج عن الملة و هاجم شيخاً و قاضياً و ترك العاصين و المذنبين من عوام الناس.
كتب عمر الهادى 22/10/2010
تواصل محكمة المدينة المنورة تحقيقاتها فى قضية اتهام أحد قضاة المحكمة بالفساد وتلقى رشاوى تصل إلى 600 مليون ريـال سعودي مقابل تسهيل استيلاء عصابة على أراض وفيلات مملوكة للدولة، بينما دخلت القضية التى تشغل الرأى العام السعودي مرحلة غير مألوفة بعدما أكد القاضى المتهم فى التحقيقات أنه «تعرض للسحر على يد وسيط الرشوة»، وأن الوسيط الهارب تمكن من السيطرة عليه و«استغله فى تمرير المعاملات وتسهيلها دون أن يشعر بذلك».
قالت صحيفة «عكاظ» السعودية، أمس الأول، إن رئيس محكمة المدينة المنورة، الشيخ فهد المحيميد، طلب من الراقى الشرعي فايز القثامى أن «يستنطق الجنى الذى يتلبس القاضى المسحور»، و يعد خطاباً للمحكمة يتضمن المعلومات التى أوردها الجني لدى استنطاقه، و منها ما يخص الوسيط الهارب و المخالفات التى وقع فيها القاضى قبل إحالته للتحقيق في رمضان الماضى.
ونقلت الصحيفة عن القثامى قوله إنه استنطق الجني الذى تلبس القاضى فى جلسة «رقية» بحضور أعضاء «لجنة السحر» في هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
و عمدت العصابة المكونة من 12 فرداً للاستيلاء على فيلات الإسكان، عندما أقرت السلطات السعودية تعويض المواطنين المستفيدين من صندوق التنمية العقارية بهذه المساكن بدلا من منحهم قروضاً مالية، حيث اشترت العصابة منازل المواطنين المستفيدين بأسعار زهيدة جدا و بأسماء مستأجرة، مستغلة أن المواطنين لا علم لهم بالقرار، ثم عمد أعضاؤها إلى تسجيل صكوك الفيلات بأسمائهم، و باعوها بمبالغ وصلت لـ400 ألف ريال للوحدة، كما استولت العصابة على أراض شرق المدينة عبر صكوك مزورة تم استخراجها بمساعدة بعض القضاة، بحسب مصادر سعودية.
وكشفت التحقيقات عن تورط 7 مكاتب هندسية فى القضية، ومن المتوقع أن يصل عدد المتهمين إلى 30 متورطاً من داخل المحكمة وخارجها، فيما هرب أحد أصحاب المكاتب الهندسية المتهمين إلى خارج المملكة بعد اكتشاف 100 مليون ريـال فى حسابه البنكى.
و كانت الأسئلة التي تواترت بين السعوديين تدور في محورها الأساس حول كيفية تعاطي القضاء مع هذا التبرير خصوصاً وأنه صدر عن أحد "أبناء الدار" فهو ابن المؤسسة نفسها، و كيفية ضبط و إحضار الجني و تسجيل شهادته في محضر التحقيق، في وقت تدور أسئلة أخرى عن تمييز الجني الحقيقي من المزور في حالات قد تأتي لاحقاً فيما لو نفذ القاضي المتهم بعذره من العقوبة، خصوصاً و أن الذهنية المتدينة تتعامل مع السحر و أنه يتمكن من عوام الناس بسهولة أكبر عن غيرهم المتدينين، في حين يبرز السؤال الواسع عن كيفية التأكد من سلامة الكثير من القضاة الآخرين فيما لو كان بعضهم قد أصابه مسّ ويمكن أن يكونوا يرتكبون الكثير من جرائم الفساد تحت تأثير السحر وملوك الجن.
و دعم راقٍ شرعي رواية القاضي المتهم وقال في تصريحات صحافية له إنه بالفعل تحدث مع الجني الذي تلبس القاضي و أشهد على ذلك أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و أكد أنهم كانوا حاضرين وقت الرقية و حديث الجني.
لكن ذلك لم يكن كافياً لأن يرفع الكتاب السعوديون أقلامهم، و ما زالت صحفهم تفيض بتهكم وتساؤلات وترقب لما ستؤول إليه القضية.
و نبه الكاتب صالح الطريقي وزارة العدل إلى أن القضية قد تنتهي بتخوف المواطنين من ساحات المحاكم لأنها ستكون مسكونة على حد تعبيره، وأضاف " هناك حيلة يمارسها بعض المتمرسين بالإجرام في الغرب،وذلك بمحاولة إثبات مرض المتهم بـ"انفصام الشخصية" من أجل أن يستحق العلاج لا السجن، مؤكدا أن القاضي المتهم أقل ذكاء باختياره حيلة جديدة بإحالة الأمر على الشيطان و الجن حيث قال "إنه مسحور" و القاضي لا يستطيع سجن الشيطان" و ختم بأن "وزارة العدل السعودية إن صدقت ما قاله القاضي المتهم ستجد نفسها مضطرة للتعاقد مع فرقة لفك السحر لحماية القضاة من السحرة ، و بالتالي ستتحول محاكم المملكة إلى ساحة معركة بين السحرة و شياطينهم و المقرنين ، الأمر الذي سيجعل المواطن لا يلجأ للمحاكم خشية من الأماكن المسكونة".
وكتب خلف الحربي ساخراً تحت عنوان خاموش كركوش تزرع طماطم يطلع فتوش، "قد فكرت في الذهاب إلى المدينة المنورة للبحث عن المكان الذي دفن فيه هذا السحر كي أنبشه وأكتشف خصائصه فلا شك أنه عمل محكم و إلا لما استطاع أن ينفذ إلى عقل هذا القاضي الجليل الذي يحكم بشرع الله! و لكنني تراجعت عن هذه الفكرة لأنني تذكرت بيانا لمصدر مسؤول في مجلس القضاء الأعلى ينفي توجيه اتهامات لأي قاض في المدينة المنورة و هو بيان كان يلوم ضمنيا وسائل الإعلام على افتعال هذه القضية التي ليس لها أساس من الصحة!، فبعد أن ثبت اتهام القاضي و مجموعة من الأطراف الأخرى بقضايا فساد يشيب لهولها الولدان بعكس ما جاء في بيان مجلس القضاء الأعلى وجدت أنني سوف أكون مضطرا لنبش كل الأعمال السحرية المدفونة طوال المسافة التي تفصل بين المدينة المنورة و الرياض!".
و بارك حمود أبوطالب تحت عنوان "لا يا شيخ" للقاضي بمناسبة شفائه من "السحر" بعد هروب الوسيط الساحر فقال " يا عيني عليك يا سيدي القاضي، بعد الشر عنك، وسلامتك ألف سلامة وان شاء الله عدوينك".
و حذر أبوطالب من ترك الوسيط "الساحر" ليعبث في باقي الإدارات "المهمة" قائلاً إن الوضع سيكون خطراً لو نشر الوسيط سحره و تمكن من المعاملات الكثيرة.
في حين لم تخل المدونات و المنتديات الالكترونية من التهكم ذاته إذ خرج بيان أكد فيه موقعوه أنهم "الجن الزرق" و يبرأون إلى الله خلاله من ابنهم العاق الجني الفاسد، قائلين إنه قد خرج عن الملة و هاجم شيخاً و قاضياً و ترك العاصين و المذنبين من عوام الناس.
Commentaire