الصحافة المفرنسة في الجزائر: أنا شارلي !تــــبا لكم
فقد دعت يومية ليبرتي المدعو غالب بن شيخ لتنشيط فوروم ليبرتي، ووصفته بالفقيه الذي لا يخشى المواجهة، والذي شجب وسخر مما أسماه بـ هيستريا المسلمين الذين أدانوا رسومات شارلي إيبدو المسيئة للرسول ووصف تظاهر الجزائريين نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم بـ المشهد المحزن وقال أنه مصدوم بالشعارات المؤيدة للإرهاب التي رفعها ـ حسب زعمه ـ المتظاهرون في الجزائر، وحملهم ما قد يلحق بالجالية الجزائرية من أذى كرد فعل على هذه الشعارات ، غير أن بيت القصيد في ما دعا إليه بن شيخ هو تحميل الإسلام كدين مسؤولية العنف والإرهاب، مؤكدا أنه من الخطأ القول أنه لا علاقة للإسلام بالإرهاب، لأن المشكلة مغروسة في مرجعيته (أي في القرآن والسنة) ، ولنفس الغاية أخرجوا حميدة العياشي الذي وقف مطولا عند ما نسبه للسلفيين من شعارات مؤيدة للإرهاب في مظاهرات يوم الجمعة، وادعى قيام تحالف بين السلفيين المتشددين والرجعيين الجدد والإسلام العدمي.
غير أن بيضة الديك كانت لسعيد جبار الذي دعته الصحافة الفرنسية الصادرة في الجزائر كباحث في العلوم الإسلامية، قبل أن يتحول إلى مفتي الديار الفرنسية بالجزائر ويقول: ثمة أغلبية من الفقهاء يزعمون أنه من المحرم تمثيل الأنبياء والرسل ومنهم نبينا، وأنا اعتقد أنه لا بينة لهم ولا دليل في القرآن والسنة، قبل أن يصدر فتواه لا دليل على التحريم ، وقد سبق للمسلمين أن جسدوا صورة الرسول (ربما يقصد بعض الفرق الشيعية) ونسي أن الأمر لا يتعلق برسم صورة الرسول، بل بالإساءة البذيئة التي جسدتها رسومات شارلي إيبدو وتكالبها المرضي عليه وعلى معاداة كل ما له صلة بالإسلام، فضلا عن تسويقها الدائم لصور نمطية عنصرية عن العرب والمسلمين.
تضامن كامل مع شارلي
وعلى هذا المنوال، اشتغلت الصحف الجزائرية الناطقة بالفرنسية التي أوصلت بجدارة الرسالة التي حرصت الدولة الفرنسية المتصهينة على أن تصل ليس فقط لمواطنيها وللمسلمين في أوروبا، بل أيضا لـ رعاياها ما وراء البحر.
معظم عناوين الصحافة الفرنسية الصادرة في الجزائر رفعت وتيرة التنديد بالإرهاب الإسلامي الذي حمل راية العملية الإستخباراتية، وقد سقطت مهنيا قبل أن تسقط أخلاقيا. فقد بحثت في أرشيفها طوال الأسبوع عن مقال واحد يحاول ولو على استحياء نقل كثير من المقالات التي صدرت خاصة في الإعلام الأنغلوساكسوني، وشككت في صدق الرواية الفرنسية، وتوقفت عند مناطق الظلال فيها، وعقدت مقارنة بين أكاذيب الإدارة الأمريكية على خلفية أحداث 11 سبتمبر، ونسختها الفرنسية، وظلت الصحف الفرنسية الصادرة في الجزائر تنقل حرفيا ما كانت ترسبه وزارة الداخلية الفرنسية، والدكاكين الإستخباراتية، والمؤسسات الإعلامية الصهيونية.
قص - لصق من الصحافة الفرنسية
ولأن الزمن هو زمن الانبطاح المخزي أمام الصهاينة المتحكمين في إعلام الماينستريم فإن العناوين الفرنسية الصادرة في الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية، إلى نقل المضامين السياسية التي خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة، فكانت هذه العناوين حزينة تشاطر الفرنسيين مأساتهم، باكية مثلهم على حرية التعبير وهي تذبح على أيدي الإرهاب الإسلامي ، وقد ألبست صفحاتها الأولى الأسود، وصنعت أكاليل التعزية، ونظمت وفدا من الباكيات النادبات اختار مقام الشهيد لـ الترحم على من مات من الأسبوعية التي سبت ما كان يقدسه عميروش وبن بولعيد، ولولا الخوف من الجزائريين الإرهابيين لكانت شاركتهم إعادة نشر الرسم الأخير الذي أنسانا إساءات شارلي إيبدو السابقة، وإليكم كيف برر مدير يومية الوطن امتناعه عن نشر الصفحة الأولى لشارلي إيبدو في تصريح لقناة فرانس 24 فقد شرح السيد عمر بلهوشات للقناة سبب امتناعه عن إعادة نشر الرسم الأخير لشارلي إيبدو بالقول: فمع تضامني الكامل مع شارلي إيبدو، وتمسكي بحرية التعبير وحرية الصحافة فقد امتنعت حتى لا أجرح مشاعر قراء اليومية من المسلمين ، ولأن الإسلام هو دين أغلبية في الجزائر وقال: أن يوميته تحاول ترقية إسلام تسامح وسلام مثل إسلام قرطبة بما يعني أن مدير يومية الوطن هو مع حق شارلي إيبدو في سب الرسول صلى الله عليه وسلم، وازدراء الدين كحق مكتسب من حقوق حرية التعبير، وأنه لولا الحرص على عدم خدش مشاعر قراء اليومية من المسلمين وليس مشاعر كل المسلمين، لكانت الوطن أعادت نشر الرسوم دون حرج. لأن الزمن هو زمن الانبطاح المخزي أمام الصهاينة المتحكمين في إعلام الماينستريم فإن العناوين الفرنسية الصادرة في الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية، إلى نقل المضامين السياسية التي خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة
العنوان الآخر من الصحافة الفرنسية الصادرة بالجزائر الذي يكون قد شعر بالحاجة إلى التضامن مع إساءة شارلي إيبدو هو يومية لوكوتيديان دوران الذي تنفس الصعداء خاصة، وكانت له في العملية الإرهابية الإستخباراتية تحت راية كاذبة مغانم كثيرة، فقد أنست الجزائريين الإساءات التي كانت تصدر في هذه اليومية للإسلام والمسلمين تحديدا بقلم كمال داود، وبلغت ذروتها في روايته الأخيرة التي تعرض فيها بالإساءة إلى الذات الإلهية، ودافع عنها كما دافعت عنها اليومية وشقيقاتها من الصحف الفرنسية الصادرة في الجزائر كحق من حقوق حرية التعبير والصحافة.
Commentaire