Annonce

Réduire
Aucune annonce.

صراع بين السمراء والبيضاء في مواقع التواص

Réduire
X
 
  • Filtre
  • Heure
  • Afficher
Tout nettoyer
nouveaux messages

  • صراع بين السمراء والبيضاء في مواقع التواص

    ا
    لمتتبع باهتمام لمواقع التواصل الاجتماعي لا بد وأنه يصادف يوميا منشورات خاصة بالسمراوات و"البلوندات" اللواتي يتفنّن في مدح جاذبيتهن وفتنتهن، وكأنّ معايير الجمال تقتصر على اللون دون سواه، فتجد السمراء تقول: "حب السمر يطول العمر"، و"الفتاة السمراء جميع ملامحها فاتنة"، و"من لم يعشق السمراء مات أعزبا"، في حين تقول غريمتها: "الفتاة البيضاء لها جاذبية لا توصف"، و"البيضاء تختال بجمالها كحمامة للسلام"، و"اللي قال قال على البيضاء"، و"البيضاء تضوي كي الشمعة"، وما إلى ذلك!!!

    ولم يقتصر الأمر عند هذا، بل تدور لحد الساعة رحى حرب حامية الوطيس بين هذه وتلك، كل تفتخر بلونها وتهاجم الأخرى، فالبيضاء تقول بكل خيلاء: "للفتاة البيضاء سر جمال خاص لن تفهمه كل سمراء تنفق الملايين لتبييض وجهها" وترد الثانية: "لو لم يكن السمار ميزة لما أوجدوا "البرونزاج" ولما استعملوه".. هذه تقول: "شوفو البيضا لما تبان بدر في ليل التمام"، وتلك تقول: "أنا السمرا من زمان القهوة هي اللي تحلي الفنجان"..

    وتجاوز الصراع حدود النساء ليطال الرجال أيضا، فكل يمدح ليلاه بلونها!!.. عاشق السمراء يقول: " أنت فقط سمرائي وتنتهي كل النساء"، وعاشق البيضاء يقول: "خذ البيضاء وضمها واترك السمراء لأمها".. الأول يقول: "السمراء لو تكحلت فتنت وأربكت قلب ذاك الذي تاب عن الهوى"، والثاني يقول: "خلق الله البيضاء لأن الياسمين كان الطوق الوحيد للأرض والسمراء كانت قمرا من طين، لذا فالبياض عشقي وللياسمين أنتمي".

    هذا ويتداول الفريقان مقاطع لأغاني من الذاكرة العربية، والتي لم يترك أصحابها لا بيضاء ولا سمراء إلاّ وتغزّلوا بها، فالأولى حليفها الشاب حسني في "البيضا mon amour"، والثانية منصفها العندليب في "أسمر يا اسمراني".. صباح فخري يشدو: "بيضاء لا كدر يشوب صفاءها كالياسمين نقاوة وعبيرا"، وجميل محمود يترنم: "سمراء رِقّي للعليل الباكي وترفقي بفتى مناه رضاك"، وهناك من تاه بين الاثنتين ولم يستطع أن يحسم أيهما أجمل فكان إصداره يحمل عنوان "سمرا وبيضا"!!!

    وفي أوج الصراع بين السمراء والبيضاء ظهرت فئة أخرى تعتز بلونها الوسط، فهذه تقول: "البيضاء جميلة والسمراء جذابة وأنا توسطت بينهما فكسبت الاثنين"، وتلك تشاحن: "ما زالت البيضاء والسمراء تتشاجران من الأجمل، والفاتنة ذات البشرة الحنطية تتفرج وتضحك"، أما من فهمت معنى وجودها وحقيقة جمالها فهي التي أفحمت الجميع بقولها: "لا تفتخر بشكلك لأنك لم تخلقه ولا تفتخر بنسبك لأنك لم تختره بل افتخر بأخلاقك فأنت من يصنعها"، وهكذا "قطعت جهيزة قول كل خطيب" لأنها وقفت عند جميل قوله صلى الله عليه وسلم: "لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى".

    jawahir echorouk . com
Chargement...
X