Annonce

Réduire
Aucune annonce.

Conflit Arabie saoudite vs Qatar

Réduire
X
 
  • Filtre
  • Heure
  • Afficher
Tout nettoyer
nouveaux messages

  • Conflit Arabie saoudite vs Qatar

    تتكاثف التحليلات حول ما يجري في الساحة الخليجية وما سيؤول إليه الوضع على خلفية الخلاف المتنامي السعودي القطري والذي تحول إلى مشروع اصطفاف إقليمي خليجي جديد ربما يؤدي إلى إعادة رسم الأدوار لبعض الأطراف الإقليمية ، فالمتابع اليوم يطرح تساؤل من حيث المبدأ حول سبب تفجر هذا الخلاف بعيد زيارة ترامب الأخيرة للرياض وإبرام الأخيرة صفقة كبرى مع واشنطن باسم الدول الخليجية والإسلامية كتكريس لسيادتها المطلقة على هذه الساحة في المرحلة المقبلة الامر الذي يعني أن التوازنات الخليجية ستبقى على ما هي عليه دون تغيير حقيقي في الواقع الجيوسياسي لمكونات الساحة الخليجية في الوقت الذي انطلقت الطموحات الكبيرة من وحي الصراع القائم في المنطقة وطبيعة التحالفات المتشكلة فيه والتي أظهرت إمكانية تضخم بعض الدول الإقليمية وزيادة وزنها الاستراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي

    لكن في الواقع ورغم التكهنات الكثيرة حول إمكانية أن يكون ما يجري هو مجرد لعبة سياسية كبرى لها أهداف وغايات مخفية في الوقت الراهن إلا أن الراسخ أن الواقع لن يبقى على ما هو عليه فالتراجع القطري أمام المقاطعة الآخذة في التوسع خليجياً وإقليمياً يعني بالضرورة تحجيماً لهذه الدويلة وتقليصاً لدورها لحساب تعظيم المظلة السعودية بامتداداتها الاقليمية وبالتالي سيكون العنوان المقبل لعلاقات دول مجلس التعاون الخليجي هو الانبطاح للسعودي كوكيل حصري للأمريكي في المنطقة

    لكن بنظرة متأنية لموازين القوى الخليجية فإن قطر تملك من الاوراق التي يمكن ان تظهرها ما سيكون من شأنه قلب موازين القوى في الساحة الخليجية من خلال انخراطها في العديد من الملفات الرئيسية على مستوى المنطقة ، وبالتالي ليس من السهل ان تبدو قطر أنها لقمة سائغة يمكن ابتلاعها من اجل حسابات كبرى فهي كانت عراب مشروع الربيع العربي إعلامياً ومالياً إلى جانب تركيا وهي تعتبر امتداداً موضوعياً وأساسياً لمشروع الإخوان المسلمين في المنطقة ؛ وقد لعبت أدواراً هامة في هذا السياق كما أنها لعبت أدواراً استخباراتية مهمة مع كل من الأمريكي والإسرائيلي لناحية التجسس على حزب الله في لبنان ومحاولة احتوائه مالياً وسياسياً وتشكيل مسار موازٍ لتحالفه مع سورية وخاصة خلال حرب تموز 2006 ، فضلاً عن المعلومات التي تملكها حول أحداث كبرى فجرت كثير من الصراعات في المنطقة كاغتيال رفيق الحريري والدور السعودي التآمري على لبنان في حرب تموز وطبيعة التنسيق السعودي الإسرائيلي حول كثير من الأحداث في المنطقة

    كما لا يجوز نسيان ما يمكن ان يؤثر هذا الصراع على ساحة الصراع في سورية على مستوى اشتباك التنظيمات المسلحة الإرهابية فيما بينها على خلفية هذا الخلاف وبالتالي التأثير مباشرة على محرك الأدوار الرئيسي لكل اطراف الصراع والذي يمكن ان يعطل حتى الأجندة الأمريكية في هذه المرحلة الحساسة من الصراع في المنطقة، وبالتالي قطر تملك أوراق عديدة يمكن أن تلعب بها لتزيح رأسها من تحت المقصلة التي يراد وضعه تحتها ، ومن الطبيعي أن تبدي نوع من المقاومة على هذا المستوى ولا تسلم نفسها طواعية لجلادها السعودي بعد كل ما قدمته وبالتوازي مع ما تملكه من إمكانيات مالية ومخزون معلوماتي مخابراتي كبير


    وإن استطاعت إيران الدخول على خط الخلاف الخليجي لاستثماره سياسياً بما يعزز نفوذها في الساحة الخليجية ويحقق لها هدفاً استراتيجياً لطالما سعت لتحقيقه فإن المشهد سيكون مرشحاً للمزيد من التعقيد وعدم القدرة على الاحتواء، ولاسيما بعد ما أعلن من شروط سعودية حملها أمير الكويت خلال عودته من الرياض تهدف إلى إعادة قطر إلى الحظيرة الخليجية بشروط قاسية مع تقديم كل فروض الطاعة للوكيل السعودي

    والاعتقاد السائد حتى الآن ان شيئاً ما سيحدث في الساحة الخليجية على مستوى موازين القوى فيها فهل سيكون هناك من كبش فداء يضحى به لإعادة رسم خارطة جديدة فيها ؟؟ أم سيكون هناك إدارة أمريكية لهذا الصراع بما يفتح المزاد مجدداً أمام مشيخات الخليج للتهافت على أعتاب البيت الأبيض وضخ المزيد من الاموال في الخزينة الامريكية ؟؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة
Chargement...
X