الرباط ألاثنين 02 أكتوبر 2017
على الرغم من التدخل العنيف في حق سكان إقليم كاتالونيا ومصادرة الشرطة الإسبانية ملايين أوراق الاقتراع، واعتقال العشرات من السياسيين، إلا أن ذلك لم يمنع عددا من أفراد الجالية المغربية، بمن فيهم مسؤولون من أصول مغربية، من النزول إلى الشارع والتصويت لصالح إقامة "دولة كاتالونيا
وكانت إسبانيا عاشت يوم أمس الأحد "أكبر تحد" منذ وفاة فرانسيسكو فرانكو، إذ صوت أزيد من مليوني ناخب كاتالوني، من أصل 2.26 مليون شخص شاركوا في الاستفتاء، على إقامة دولة مستقلة على شكل جمهورية، وذلك بنسبة بلغت 90 في المائة، حسب ما أعلنته حكومة كاتالونيا
وتزعمت المغربية فاطمة طالب، وهي مستشارة جماعية في مدينة بادالونا بإقليم كاتالونيا، حملة واسعة ضمن أنشطة دعائية للدعوة لصالح الاستقلال عن إسبانيا. وكانت ابنة مدينة بركان قد فازت كمرشحة خامسة في لائحة "التحالف السياسي" الذي ضم كلا من حزب "بوديموس" وأحزاب أخرى صغيرة، علاوة على المرشحين المستقلين؛ وهي الأحزاب التي دعمت مطالب "حراك الريف" بقوة
وقال محمد شعيب، النائب السابق في برلمان كاتالونيا، والذي يعد أول مغربي يشغل هذا المنصب، إنه يدعو إلى حل سياسي ولكنه يختلف مع عملية الاستفتاء من جانب واحد، وزاد: "أيا كانت النتيجة فالمغرب والمغاربة لهم مصلحة في مستقبل إسبانيا
وفي الصدد ذاته نشر العديد من المغاربة المقيمين في إقليم كاتالونيا، والذين يقدرون حسب إحصائيات رسمية بأكثر من 250 ألف شخص، على مواقع التواصل الاجتماعي، صورهم وهم يصوتون يوم أمس على استقلال المنطقة
وكتب عادل الزيتوني، مغربي مقيم في إسبانيا، ردا على انتقادات طالته بسبب تصويته بـ"نعم"، أن دعمه لاستقلال كاتالوتيا "لا يعني بالضرورة أنه مع انفصال منطقة الصحراء عن المغرب"، وأشار إلى أن "القضية هنا في كاتالونيا تختلف ..هناك تهميش من طرف الأسرة الملكية وأحزاب اليمين المتطرف
بدوره، قال محمد شريع، وهو مغربي مقيم في بلدة
Aiguaviva
إنه شارك في يوم الاستفتاء للتعبير عن رفضه الطريقة البشعة التي تعاملت بها الحكومة الإسبانية مع مطالب مؤيدي الانفصال. ويرى نبيل الدريوش، الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، أن تصويت جزء كبير من المغاربة في منطقة كاتالونيا يرجع بالأساس إلى السياسة الناجحة التي نهجها الإقليم في مجال الهجرة
وقال الدريوش، أن "السياسة المتقدمة لحكومة كاتالونيا في القضايا المتعلقة بالهجرة تنعكس على المهاجر المغربي تجاه الإقليم الذي ولد أو ترعرع فيه"، ولفت إلى أن "علاقة مغاربة كتالونيا مع إقليمهم تختلف عن علاقة مغاربة مدريد، لأن الحكومة المحلية استغلت حسابات المهاجرين لصالحها، وقامت بتربيتهم على أساس أنهم أبناؤها، على عكس الحكومة المركزية
وأورد المتحدث ذاته أن الأيام العصيبة التي عاشها مغاربة إسبانيا خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة، بسبب تورط المغاربة فيها، كانت حدتها أخف في إقليم كاتالونيا، "حيث لم تظهر أي من علامات الحقد والكراهية أو تحميل المسؤولية للجالية المسلمة، بل على العكس فإن أولى صور التسامح بعد الهجمات جاءت من كاتالوتيا، وليس من مدريد"، حسب تعبيره
يشار إلى أن المغرب سبق أن أعلن تأييده لحكومة مدريد بخصوص الانفصال عن إقليم كتالونيا. وأكدت الحكومة المغربية أن الرباط تدعم بشكل كلي الموقف الذي تعلنه حكومة مدريد. وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع سابق لمجلس الحكومي: "المغرب له ثوابت تحكم سياسته الخارجية، ولهذا فنحن مع الموقف الذي أعلن على مستوى إسبانيا إزاء هذا الاستفتاء
هسبريس
Commentaire