Annonce

Réduire
Aucune annonce.

بدل مخزنة الأمازيغية.. “ينبغي العمل على تمز

Réduire
X
 
  • Filtre
  • Heure
  • Afficher
Tout nettoyer
nouveaux messages

  • بدل مخزنة الأمازيغية.. “ينبغي العمل على تمز

    Analyse : Tamazight, le Makhzen et le mouvement amazigh

    ذ محمد بودهان يكتب: بدل مخزنة الأمازيغية.. “ينبغي العمل على تمزيغ المخزن

    source : nadorcity.com


    ذ محمد بودهان

    خدمة المخزن عبر استخدامه: يمكن القول إن كل التيارات السياسية المغربية، باستثناء الحركة الأمازيغية، تستعمل، بطريقة أو أخرى، المخزن لتحقيق مصالحها السياسية الصغيرة، أي المرتبطة بمصالحها الاقتصادية والشخصية لمسؤوليها وقادتها، مثل تقلد المناصب ذات الأجور السمينة والتقاعد المريح غير المستحق، والاستفادة من الريع والمكافآت المخزنية… لكن باستعمال هذه التيارات للمخزن لضمان مصالحها، تضمن بذلك مصلحة المخزن، التي تتحقق عندما تكون مصالح الآخرين محتاجة إليه ومتوقفة عليه. وهكذا تتحول هذه التيارات من مستعمٍلة للمخزن إلى مستعمَلة منه. ففرنسا نفسها، التي استعملت المخزن عندما استعمرت المغرب باسمه، ستخدم بذلك هذا المخزن وتقوّيه وتؤسس له دولة أصبح بها أكثر مخزنية وأشدّ قوة وأوسع سلطة.



    الحركة الأمازيغية والدولة المخزنية: أما الحركة الأمازيغية، فبدل أن تعمل على تمزيغ المخزن لمصلحتها في أفق التعامل معه كمخزن أمازيغي، تكتفي بمطالبة الدولة المخزنية، التي تعتبرها عروبية وتعريبية، أن تعترف بالحقوق الأمازيغية. وهذا ما عرف كيف يستعمله المخزن لمصلحته عندما اعترف بهذه الحقوق في الحدود التي لا تهدد أسسه العروبية والتعريبية. وهو ما يتجلّى في “السياسة البربرية الجديدة” التي تنهجها الدولة المخزنية العروبية بخصوص الأمازيغية، إحياء وممارسة “للسياسية البربرية” القديمة لأمها التي أنجبتها وأرضعتها، وهي الحماية الفرنسية. هكذا يكون المخزن يستعمل الأمازيغية لمصلحته دون أن تستعمله الحركة الأمازيغية بدورها لمصلحتها هي، كما تفعل كل التيارات الأخرى، كما سبقت الإشارة. وذلك راجع إلى أنها تنظر إلى دولة المخزن ككيان يتأسس على العروبة والتعريب، وبالتالي لا يمكن استعماله للدفاع عن الأمازيغية التي هي ضحية هذه العروبة (العروبة كما هي ممارسة في المغرب وليس كما هي في أوطانها الأصلية) وهذا التعريب. فسيكون ذلك تناقضا ونشازا. المشكلة إذن تكمن كلها في اعتبار الحركة الأمازيغية المخزن عروبيا وتعريبيا، أي خصما ونقيضا.

    دور الحركة الأمازيغية في صنع عروبة المخزن: ولكن من جعل المخزن عروبيا وتعريبيا؟ ـ أولا هم المستفيدون منه، الذين يستعملونه لمصالهم الخاصة كما سبق أن شرحنا، وضمنهم طبعا حاميته الحنونة “ماماه” فرنسا. فهؤلاء هم الذين صنعوا عروبته من أجل مصلحتهم. وقد قبِل المخزن هذه العروبة التي يُنسب إليها لأنه وجد فيها هو كذلك مصلحته. ـ ثانيا تعامل نشطاء الحركة الأمازيغية مع المخزن ككيان عروبي، يعزّز عروبة هذا المخزن ويعزّز قناعتهم بها، وهو ما يجعل هذه العروبة شبه حقيقة ثابتة وقائمة. ولهذا إذا كان هؤلاء النشطاء يقولون ويكررون بأن المغاربة أمازيغيون في هويتهم، لكن سياسة التعريب هي التي شحنت عقولهم بفكرة انتمائهم العربي المنتحَل والمزوّر، إلا أنهم يستثنون من هذا الانتحال والتزوير المخزن، وهو ما قد يعني أنهم مؤمنون أنه عروبي أصلا وليس فقط معرّبا كبقية الشعب. وهكذا يستمرّ المدافعون عن الأمازيغية، ودون أن يعوا بذلك، في صنع عروبة المخزن التي يحمّلونها مسؤولية إقصاء الأمازيغية، وذلك:

    ـ لأنهم تعتقدون أنه عروبي ويتصرفون بناء على هذا الاعتقاد، ـ لأنهم، كنتيجة لهذا الاعتقاد، انسحبوا من النقاش حول هوية المخزن لاقتناعهم أنه عروبي، تاركين بذلك المجال للقوى السياسية العروبية المناوئة للأمازيغية لستأثر بهذا المخزن وحدها باعتباره مخزنا عروبيا مثلها. وهو ما يزيد من تأكيد ودعم عروبة المخزن ومناوأته للأمازيغية. نلاحظ إذن أنه، كما أن عروبة المغرب هي شيء مختلَق ومصنوع وليست واقعا تاريخيا وهوياتيا وبشريا، فكذلك عروبة المخزن هي شيء مختلَق ومصنوع وليست واقعا تاريخيا وهوياتيا وبشريا. لكن إذا كانت الحركة الأمازيغية تعي أن المغاربة الذين يدّعون أنهم عرب هم مجرد متحوّلين جنسيا بعد أن تخلّوا، نتيجة حقن أنفسهم بفيروس العروبة العرقية، عن جنسهم الأمازيغي وانتحالهم للجنس العربي، فإنهم لا ينظرون إلى المحزن كمتحوّل جنسيا، هو أيضا، وكضحية لفيروس التعريب.

    المخزن لا تهمّه الأمازيغية ولا العروبة: في الحقيقة، المخزن، باعتباره نظاما لممارسة السلطة السياسية، لا تهمه ـ وهذا ما يسري على جميع أنظمة السلطة ـ الأمازيغية ولا العروبة ولا أي انتماء آخر. فانتماؤه الوحيد هو ذلك الذي يديم ويقوّي سلطته. أما إذا كان يبدو مرتاحا لما يُظهره كانتماء عروبي له، فذلك لأن هذا الانتماء هو الذي يُشعره ـ ويُقنعه ـ أنه القادر على إدامة وتقوية سلطته، لأن التعريبيين، المستفيدين من المخزن، حسب ما سبق شرحه، يعملون على إقناع هذا المخزن أن دوام سلطته وقوتها متوقفان على انتمائه العروبي، وأن دفاعهم عن العروبة هو دفاع عن المخزن نفسه نظرا أن وجوده مشروط بانتمائه إلى هذه العروبة، مع الإيعاز، تصريحا أو تلميحا، أن الأمازيغية هي ما قد يهدد وجوده وسلطته.

    مع أنه إذا كان المغاربة ـ وسكان شمال إفريقيا عامة ـ قد تعرّضوا للتعريب، أي التحول الجنسي الذي تخلّوا به عن جنسهم الأمازيغي لينتحلوا الانتماء إلى الجنس العربي، فإن أول هؤلاء المتحولين جنسيا هو المخزن نفسه، الذي أصبح بفضل هذا التحول مخزنا عروبيا. لكن الفرق هو أن المغاربة المتحوّلين جنسيا (قوميا وهوياتيا)، إذا كانوا قد اختاروا هذا التحول فرديا وطواعية لأسباب دينية وسياسية، أو فرضته عليهم، وبشكل جماعي، الدولة المخزنية بمدارسها ومؤسساتها وسياساتها التعريبية، فإن المخزن لم يختر أن يكون عربيا ولا فُرض عليه ذلك، وإنما اختار له التعريبيون المستفيدون من عروبته أن يكون عربيا خدمة لمصالهم الخاصة، كما فعلت حاميته فرنسا. ونفس الشيء يقوم به الأمازيغيون عندما يعتبرونه ويتعاملون معه ككيان عروبي، لكن دون أن يستفيدوا شيئا مقابل ذلك، على عكس التعريبيين والفرنسيين. وإذا كان المخزن لم يرفض هذه العروبة العرقية التي صٌنعت له من قبل الفرنسيين والتعريبيين والأمازيغيين، فلأنه وجد فيها، هو بدوره، مصلحته الخاصة.

    المخزن كمؤسسة أمازيغية: إذا كان أمرا مفهوما أن تضفي فرنسا الاستعمارية والتعريبيون المتحولون المغاربة الانتماءَ العربي العرقي على المخزن، لما في ذلك من مصلحة للطرفين، فإننا لا نفهم كيف يساهم الأمازيغيون في تعريب المخزن ومن دون أن تكون لهم في ذلك أية مصلحة. التفسير الوحيد هو وقوعهم ضحية سهلة لإيديولوجية التعريب لإيمانهم الراسخ بعروبة المخزن، مع أنهم يعرفون أن المخزن هو أصلا وتاريخيا مؤسسة أمازيغية معروفة هي “أجدير” أو “أكادير”، الذي كان يُطلق على مكان محمي ومحصّن، يخصص لتخزين وحفظ المؤن والبذور والأسلحة والأدوات الفلاحية للقبيلة، ويستعمل كمقر لاتخاذ القرارات التي تهم مصلحة هذه القبيلة. فترجم حرفيا إلى العربية بـ”المخزن”، أي مكان التخزين والحفظ، إحالة على وظيفته الأولى. ثم عُممت التسمية، تمشيا مع التطور السياسي الذي عرفه تاريخ المغرب، إلى جهاز الدولة باعتبارها هي أيضا “أكادير”، لامتلاكها، هي كذلك، موارد عمومية وصلاحية اتخاذ قرارات تهم الجماعة كلها. ولهذا لا نجد في أي قاموس عربي ولا في أية لهجة عروبية معنى الدولة والسلطة والحكْم كإحدى دلالات كلمة “مخزن”، لأن هذه الدلالة أمازيغية أصلية، تعبّر عن ممارسة أمازيغية أصلية كذلك.

    فالمخزن هو إذن نظام أمازيغي، أصلا ونشأة وتاريخا وهوية. وإذا كان يعتمد على مجموعة من الطقوس والمظاهر الدينية الإسلامية ذات المصدر العربي المشرقي، فذلك لا يجعل منه نظاما عربيا، مثلما لا يجعل تبنّي مثل هذه الطقوس والمظاهر من طرف النظامين السياسيين في إيران وتركيا نظامين عربيين. كما أن استعماله للعربية لا يعني أنه عربي في هويته وإلا لكان فرنسيا لأنه يستعمل الفرنسية، التي هي لغته الأم، أكثر من استعماله للعربية.

    الأمازيغية المثالية تعيق استرداد الهوية الأمازيغية للمغرب: وعليه فقد كان ينبغي على الحركة الأمازيغية أن تطالب ـ وتعمل من أجل ذلك ـ بإعادة تمزيغ المخزن وتخليصه مما لحقه من تزوير هوياتي ومن انتحال للصفة. لكن المشكل، مرة أخرة، هو أن الحركة الأمازيغية لا تريد الأمازيغية ولا تدافع عنها إلا إذا كانت مرتبطة بالديموقراطية والحرية والعدالة والحداثة والمساواة والعلمانية والعقلانية والنسبية…، أي أن الأمازيغية التي تريدها وتدافع عنها هي الأمازيغية المثالية التي تجمع كل الفضائل والمكارم والقيم السامية الجليلة. وهذا مبرر آخر يجعل هذه الحركة تستبعد كليا فكرة تمزيغ المخزن، لأن هذا التمزيغ يعني إلحاق الأمازيغية بالاستبداد والفساد والظلم والتيوقراطية والإطلاقية…

    وكما أخطأت في تصديقها أن عروبة المخزن أصلية وليست منتحَلة، فقد أخطأت في ربطها الأمازيغية بالديموقراطية والتنمية والحرية والعلمانية والحداثة، لما ينتج عن هذا الربط، عن سوء أو حسن نية، من جواز تأخير المطالب المتعلقة بالحقوق الأمازيغية إلى حين أن تتحقق الديموقراطية والتنمية والحرية والعلمانية والحداثة… مع أن الأمازيغية كان يجب الدفاع عنها والمطالبة بها كأولوية مستقلة سواء كانت هناك تنمية أو تخلّف، ديموقراطية أو استبداد، حرية أو قمع، علمانية أو تيوقراطية… فالهوية، بمفهومها الجماعي، لا تتنافى مع الاستبداد وقمع الحريات والتدين… فالألمان كانوا، في عهد هتلر، يدافعون عن هويتهم الجرمانية في إطار نظام نازي ديكتاتوري. فلم ينتظروا الحرية والديموقراطية حتى يدافعوا عن هويتهم الجماعية. والإيرانيون يدافعون عن هويتهم الفارسية الجماعية في إطار نظام ديني تيوقراطي. فلم ينتظروا، هم كذلك، توفر الديموقراطية والعلمانية حتى يفخروا بهويتهم الجماعية الفارسية. والأفغان كذلك يتمسكّون بهويتهم الجماعية الأفغانية رغم تخلّف بلدهم وهيمنة الطالبان، ذوي التوجه الديني المتشدد. فلم ينتظروا أن يتحقق التقدم الاقتصادي وتنتشر الحرية الدينية ببلدهم حتى يتعلّقوا بهويتهم الجماعية الأفغانية. فهذه الأمازيغية المثالية، التي تحلم بها الحركة الأمازيغية، هي ما يعيق استرداد الهوية الأمازيغية للمغرب، وعلى رأسها الهوية الأمازيغية للنظام المخزني.

    السياسة البربرية كمظهر لمخزنة الأمازيغية: لأنها تقيّد الأمازيغية بالديموقراطية والحداثة والعلمانية والنسبية والعقلانية…، فإن الحركة الأمازيغية لا تبذل، لارتباط المخزن بالاستبداد والفساد، أي مجهود لإقناع المخزن أن دوام وتقوية سلطته متوقفان على اختياره لانتمائه الأمازيغي الأصلي، وأن العروبة هي ما قد يهدد وجوده وسلطته. وهذا الموقف الأمازيغي السلبي، بقدر ما يدعم عروبة المخزن المصنوعة، بقدر ما يعزز موقف التعريبيين المستفيدين من هذه العروبة المخزنية. ولأن الحركة الأمازيغية هي أصلا لا تريد ـ ولا تعرف كيف تتصرف من أجل تحقيق ذلك ـ أن يكون المخزن أمازيغيا، فإن الحل الذي اهتدى إليه هذا المخزن للاستجابة لحقوقها، التي تطالبه بها هذه الحركة باعتباره مخزنا عروبيا كما تعتقد، هو تطبيق “سياسة بربرية جديدة” تعترف بالأمازيغية كتراث ورصيد مشترك لجميع المغاربة، وكلغة “رسمية” للتواصل فقط ـ وليس للكتابة ـ بين المتحدثين بها. وتترتّب عن هذه “السياسة البربرية الجديدة”، التي هي النتيجة المنطقية لتعامل الحركة الأمازيغية مع المخزن ككيان عروبي، مخزنة الأمازيغية، أي احتواؤها والاهتمام بها، ليس كأمازيغية الأمازيغيين وإنما كأمازيغية المخزن، الذي يستفيد منها لتعزيز ما يُنسب إليه من انتماء عروبي، مما يزيد من الإقصاء السياسي للأمازيغية.

    كان على الحركة الأمازيغية أن تنظر إلى المخزن، كما هو في حقيقته، حسب ما سبق شرحه، أي ككيان أمازيغي تعرّض لعملية شذوذ جنسي (قومي وهوياتي)، مطالبة بإعادة تمزيغه لعلاج شذوذه الجنسي وإرجاعه إلى جنسه الأمازيغي الطبيعي والأصلي. ولا تعني المطالبة بإعادة تمزيغ المخزن أن هذا الأخير سيصير أمازيغيا بين عشية وضحاها، ويعلن أن المغرب دولة أمازيغية. وإنما المهم في هذا المطلب أنه يصبح جزءا من مطالب الحركة الأمازيغية، يعبّر عن وعيها أن المخزن هو نفسه كيان أمازيغي تعرض للشذوذ الجنسي والتحوّل الهوياتي، كما حصل للكثير من المغاربة.

    ثم إن مطلب إعادة تمزيغ المخزن سيُفشل، أولا، السياسة البربرية الجديدة، التي هي مظهر لمخزنة الأمازيغية، والتي هي سياسة لا معنى لها إلا لأن الحركة الأمازيغية تعتبر المخزن ذا انتماء عروبي، وسيجعل، ثانيا، مطالب هذه الحركة منسجمة مع ما تقوله وتكرّره من أن المغرب أمازيغي، إذ ستقع في تناقض بيّن عندما تُعلن إن المغرب أمازيغي دون أن تعتبر نظامه المخزني أمازيغيا. فإذا كان المخزن لم يأت من خارج بلاد الأمازيغ، فلا يمكن أن يكون إلا أمازيغيا، منتميا إلى المغرب الأمازيغي الذي نبع منه ونشأ فيه. وهذا يقتضي قبول الهوية الأمازيغية للمخزن كما هو، أي بعيوبه واستبداده وفساده، ثم العمل من أجل القضاء على هذه العيوب لإقرار نظام ديموقراطي لا مكان فيه للفساد والاستبداد. لكن السؤال، مرة أخرى، هو: هل تقبل الحركة الأمازيغية بمخزن أمازيغي فاسد ومستبدّ، محتكر ومستغل للدين، في انتظار الانتقال إلى “مخزن” ديموقراطي وحداثي، علماني وعادل؟

    فاستمرار الحركة الأمازيغية في النظر إلى المخزن ككيان عروبي، هو ما يبرر نجاح “السياسة البربرية الجديدة” التي وجد فيها هذا المخزن حلا لإشكالية الأمازيغية، وهي سياسة تتلخص في مخزنة الأمازيغية، كما ذكرت، والتي شرع في تطبيقها مع بداية الألفية الثالثة. وهنا يكون المخزن هو المستفيد الوحيد من تعامل الحركة الأمازيغية معه ككيان عروبي، دون أن تستفيد هي شيئا من هذا التعامل الذي لا يؤدّي سوى إلى الإبقاء على الأمازيغية كموضوع تراثي وفولكلوري وسياحي، يخص “أقلية” إثنية ولسانية في طور الانقراض، نتيجة لتسارع وتيرة التحويل الجنسي للمغاربة الذي تمارسه الدولة المخزنية كسياسة عمومية. الشيء الذي يزداد معه الإقصاء السياسي للأمازيغية، والذي هو المشكل الحقيقي في القضية الأمازيغية.

    صحيح أن المخزن يتصرّف اليوم، للأسباب التي أوضحناها، ككيان كعروبي مثل جميع المغاربة المتحوّلين جنسيا. ويتجلّى تصرّفه كعروبي في موقفه من الأمازيغية التي يتعامل معها كشيء أجنبي عنه لا ينتمي إليها ولا تنتمي إليه، كما يظهر ذلك في نهجه “للسياسة البربرية الجديدة” تجاه الأمازيغية، على غرار السياسية البربرية (القديمة) التي خصّ بها، أيام الحماية، الاستعمار الفرنسي الأمازيغية باعتبارها شيئا أجنبيا عنه لا ينتمي إليها ولا تنتمي إليه. ويكمن هذا التعامل “الأجنبي” للمخزن مع الأمازيغية في كون الحكومة الحاكمة ـ وليس المحكومة التي يقودها حزب “البيجيدي” ـ تتشكل من مستشارين ملكيين بقناعات عروبية، يوجّهون المخزن توجيها “أجنبيا” عن الأمازيغية، ينحصر فيه الاهتمام بالأمازيغية في “السياسة البربرية”. ولهذا فالمطالبة بتمزيغ المخزن تقتضي المطالبة بتعيين مستشارين أمازيغيين، ليس بمعنى المتحدثين بالأمازيغية أو ذوي الأصول الأمازيغية (فهؤلاء موجودون وحاضرون في تشكيلة الحكومة الحاكمة)، وإنما المقصود من لهم وعي أن المغرب أمازيغي أرضا وشعب ومخزنا، لكنه تعرّض للتزوير الهوياتي وللتحول الجنسي اللذين يجب محاربتهما ووضع حدّ لهما، دفاعا عن الحقيقة وفضحا للكذب والزيف
    Dernière modification par democracy, 28 mai 2018, 18h19.

  • #2
    La lecture attentive du texte de ce berberiste marocain, mohamed boudehane, inspire quelques questions, non pas pour demander à savoir mais pour assener des réalités que ce hurluberlu semble (ignorer) et/ou feint d'ignorer :

    1/ Qui sont les TOUT premiers habitants de l’Afrique du nord, les véritables aborigènes ?

    - Ce sont des populations de peau noire venues en Afrique du nord il y a plus de 15000 ans (voire même des centaines de milliers d'années), de la corne de l’Afrique (actuelle somalie et éthiopie). Nous les blancs, bruns ou blancs métissés, (vous et nous) sommes venus longtemps très longtemps après (à partir d'il y a 4000 ans, disent les chercheurs neutres et autorisés). la preuves ? la momie noire du désert libyen et la momie d'oujda. les authentiques et légitimes rescapés de cette population sont les touaregs du hoggar et tassili (en Algérie), les haratins du sud-ouest marocain, les touaregs noirs toubous du sud libyens et les habitants des ksours sahariens du touat (en Algérie). Donc ma kane ma taqli(w) 3lyna avec votre fallacieux et farfelu socle originel éternel, non-évolutif et inamovible.

    2/ A l'arrivée des arabes conquérants au 7° siècle dans notre région, il n y avait pas une population pure, homogène de race unique, de provenance et d'origine uniques. il y avait des maures, majoritaire certes, confinés dans les zones rurales, montagneuses et dans les profondeurs du désert, mais dans les villes il y avait aussi des populations de langues et cultures puniques, latines (rescapés de romains) et helléniques (byzantins).
    le mythe de la race pure ne fait donc plus recette. Notre région a connu (avant et après l'islamisation) des vagues de migrations et d'apports humains denses, continus et conséquents (vandales, beni-hillel, réfugiés andalous). Et que fait si boudehane des descendants actuels de ces apports qui au bout de siècles et millénaires ont fait souche ? va-t-il les déporter ou les domestiquer dans la cadre de l'épuration drastique qu'il projette (dans son fascicule fasciste raciste supra).

    3/ Et que fait-il, notre hurluberlu, du patrimoine (linguistique, culturel et civilisationnel) riche, gigantesque, profus, fécond, que ces populations (qui depuis ont fait souche et se sont enracinées) ont apporté avec elles, ont enrichi et surtout, surtout ont "acclimaté" et rendu autonome (par rapport à l'orient) et "autochtone" (enraciné et implanté comme un baobab), que compte-il en faire ? se l'approprier ou le livrer à l'autodafé ?


    Ne sait-il pas, notre hurluberlu, que depuis les 14 derniers siècles, presque 99% de la production linguistique, culturelle, littéraire, poétique, artistique, philosophique, en somme intellectuelle (du terroir et du pays profond) s'est faite dans la langue Arabe qu'il projette de rendre persona non grata ?


    Enfin, le seul point où je rejoins ce que dit boudehane, c'est lorsqu'il dit que la berberité n'est pas (ipso facto) synonyme de laïcité, de modernité, de démocratie, de développement et d'évolution, de bonne gouvernance, transparence et d'état de droit.

    Commentaire


    • #3
      بدل مخزنة الأمازيغية.. ينبغي العمل على تمزيغ المخزن
      Autre question à ce mohamed boudehane :

      Pourquoi, dans l'histoire et la narration du passé de notre région, vous escamotez (délibérément) et faites l'impasse (intentionnellement) sur la dimension phénicienne ou punique de l’Afrique du nord, qui pourtant a duré, dominé, prévalu, couvert pendant plus de 19 siècles et dont les traces et séquelles sont encore aujourd'hui vivaces, vivantes, parlantes et cœur battant ?!! pourquoi ce black-out aussi bien des autorités que des (vous) berberistes ?

      Commentaire


      • #4
        بدل مخزنة الأمازيغية.. ينبغي العمل على تمز&#16

        Half of all Europeans 'may have Arab genes'

        The blood ties between Europeans and the Middle East are much stronger than previously thought, says a study of man's genetic family tree.

        Up to half the genes of indigenous Europeans may have come from immigrants who brought farming to the continent 6,000-10,000 years ago, say researchers.

        Scientists at University College London analysed rare genetic markers on the Y chromosomes of 1,000 modern Europeans. They show common ancestry among different populations.

        Dr Lounes Chikhi, a population geneticist, and colleagues estimated that ancient Middle Eastern immigrant farmers contributed about 50 per cent of the analysed genes, ranging from 15-30 per cent for north-western Europeans, to 85-100 per cent for those in Albania, Macedonia and Greece.

        The findings could resolve a long debate over the origins of indigenous Europeans and the spread of farming.

        Agriculture is thought to have begun in the Near East at the end of the last ice age about 13,000 years ago. Farming gradually spread westwards across Europe over the next millennia, reaching the British Isles about 6,000 years ago.


        Previous studies of the spread of Middle Eastern genes produced contradictory results. Some suggested a significant genetic heritage from the Near East, others that Middle Eastern populations played a minor role in the making of Europeans.


        Dr Chikhi, who reports the findings in the Proceedings of the National Academy of Sciences, said it had not been clear before whether people colonised areas or whether the neighbouring hunter-gatherers integrated farming techniques through cultural contacts. "Our findings indicate that cultural transmission of farming is extremely unlikely. There was a significant movement of people." The University College team used a new statistical technique to study rare Y chromosome mutations - unique event polymorphisms - which are not thought to have occurred more than once in recent human history. Y chromosomes pass only from fathers to sons.


        The telegraph :By David Derbyshire, Science Correspondent, 06 Aug 2002

        Commentaire


        • #5
          Une autre réplique à ce boudehane.


          أنا شاوي لكن …بقلم أ.عبد العزيز كحيل
          شاءت العناية الإلهية أن أُولد – مثل كثير غيري – في الأوراس معقل “الشاوية”، وهو شيء أعتزّ به، ومثل هؤلاء الشاوية لديّ انتماء واحد هو الإسلام ولغة واحدة هي العربية وأرض تلتئمنا جميعا هي الجزائر، وبناء على هذا خلت منطقتنا من النعرات الإثنية والعصبيات الجاهلية، أما اللسان الشاوي فهو لهجة محلية فيها أوجه شبه واختلاف مع لهجات بلاد القبائل ووادي ميزاب ونحوها، يستعملها بعض الناس في التواصل الضيّق فيما بينهم بلا عقدة لا منها ولا من العربية، وشتان بين اللغة الجامعة واللهجة المحلية، وقد حاولت أصوات الشقاق الامتداد إلى الشاوية منذ مدة -خاصة بعد تجربة الديمقراطية في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات – لكن الأقحاح من الرجال والنساء وعامة الناس كانوا لها بالمرصاد فخرصت لأنها لم تكن دعوة بريئة بل هي كما يعلم الجميع جزء من مخطّط قديم متجدّد يستهدف ثوابت الشعب في إطار سياسة فرّق تسُد، بدأ برفع شعارات الحقوق الثقافية لينتهي إلى تجزئة المجزّأ وتقسيم القسّم بخلق كيانات صغيرة وهويّات مصطنعة هزيلة يسهل معها التحريش والاستفزاز لابتلاعها جميعا.
          أنا شاوي لم أرَ في حياتي كلها ولم أسمع ولو مرّة واحدة أحدا يهمّش اللهجة المحلية كما لم أر ولم أسمع أحدا يرفعها إلى مقام اللغة الوطنية أو يطالب بذلك (إلا رجلا “سياسيا” يبدو لي أقرب إلى الخبال خاض في الأمر أثناء فترة الديمقراطية المقبورة فما التفتَ إليه أحد وطواه النسيان) بل رأيت الجميع ينضوون تلت ظلال الشعار الخالد: “الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا”، ويردّدون مع صاحبه الإمام ابن باديس رحمه الله: “شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب”.
          أنا شاوي ورغم ما يُقال عنّا من “خشونة الرأس” فإني متفتّح على اللغات والثقافات والأفكار التي تعجّ بها الدنيا فلم يُغرِني شيء من ذلك بترك لغتي العربية ولا ديني الإسلام ولا وحدة شعبي من أجل دعوات اكتشفتْ منذ 50 سنة فقط أن للجزائر لغة أخرى أو دينا آخر أو تاريخا آخر !
          كم أتمنى أن أتعلّم أنا وأبنائي وأحفادي مزيداً من اللغات لكنها لغات حيةّ لا ميّتة ولا لهجات محلية هي محترمة على كل حال لكنّها تبقى لهجات كما هو الشأن في كلّ بلاد العالم، ولأنها لهجات من جهة ومحلية من جهة أخرى فلا يمكن أن تكون قاسما مشتركا بين شعب كبير فضلا عن أن تحلّ محلّ اللغة العربية…لأن هذا هو بيت القصيد: إحلالها محلّ العربية ضمن خطّة تكتم غاياتها ومآلاتها، ليخلو الجوّ في النهاية ليس لهذه اللهجة أو تلك وإنما للفرنسية التي يحيا عليها “القوم” ويموتون، هي حبّهم وهيامهم، ومنتهى آمالهم أن تكون هي سيدّة الموقف في بلد هزيل يسبّح بحمد فولتير وجان دارك وإيديت بياف، إنهم ليسوا مع هذه اللهجة أو تلك “اللغة” ولكن مع انتصار حرف “غ” -الغين – الذي تفرّدت به فرنسا على حرف الضاد الذي لا يحمل مجرّد لغة لكن شعيرة من شعائر الإسلام ووسيلة من وسائل التواصل العالمي، وأتساءل: كيف يخفى هذا الأمر الواضح على بعض إخواننا الطيّبين الذين يحبون الإسلام ويكرهون العربية، أو “يسمحون” للعربية بالتواجد على أن تُحشر في الزاوية الضيقة لصالح “اللغة الأصلية” للجزائريين؟ العربية هي لغتنا الأصلية على أنقاض لهجات محلية لا يحاربها أحد إلاَّ من لديه أغراض أخرى تحركها السياسة الناقمة على ثوابتنا فهو يوظفها لأغراضه.
          لم تقدر العشرية الحمراء -لا أعادها الله علينا – على تفتيت الجزائر وخلق كيانات متناقضة في وسطها وأطرافها رغم محاولات حثيثة تغذيها فرنسا وتؤطّرها، وعجزت عن ذلك فرنسا ذاتها طيلة فترة الاحتلال، كما انقشعت بسلام غيوم “الأزمة البربرية” في أواخر أربعينيات القرن العشرين بفضل رصانة أقطاب الحركة الوطنية ويقظة الشعب الذي قد يفرّط في شيء من أرضه تحت الضغط لكنه لا يفرّط في ثوابته مهما كانت الضغوط، فهل سيفعل الدستور المنتظر ما عجز عنه كل هؤلاء؟ فقط لإرضاء غلاة العلمانيّين التغريبيّين البربريست رغم أنهم أقلية هامشية؟
          مهما يكن من أمر فأنا الشاوي سأبقى أطلق على أبنائي وأحفادي أسماء عقبة وحسان وعبد الحميد وعبد القادر وفاطمة وألقّنهم اللسان العربي بالإضافة إلى الإنجليزية ونحوها من اللغات الحية كما أشبعهم بفكرة الأمة الواحدة الكبيرة المترامية الأطراف بدل الحدود التي رسمها الاستعمار فضلا عن تلك التي يقيمها أتباعه في البلد الواحد نكاية في الدين واللغة والتراث ووحدة الشعب.
          إذا طالب بعضهم -وفيهم مع الأسف من يفعل ذلك عن حسن نية وربما كان عرضة لغسيل المخّ – بترقية اللهجات الأصلية المتعدّدة إلى مصافّ اللغات الرسمية فإني أطالب بمزيد من العناية بالعربية وحسن تدريسها وإنهاء تهميشها لصالح الفرنسية.
          وإذا تغنّوا بالشنشنة المشروخة عن العِرق الجزائري وأصالته فأنا الشاوي لن انخدع بمثل هذه الشعارات المعسولة وأبقى متمسّكا بالإسلام دينا والعربية لغة وطنية رسمية وبهذه البلاد الطيبة وطنا ضمن الأمة الواحدة الكبيرة التي لن أتنكّر للانتماء إليها لصالح انتماء اجتُثّ من الأرض ما له من قرار أنشأته السياسة وحدها…وأعلم أن رأيي هذا هو ما عليه أغلبية الجزائريين وعلى رأسهم الشاوية وأصلاء القبائل وبني ميزاب.
          إننا أمام الثمار المرّة لما زرعته ألعلمانية المتطرّفة والشوفينية المقيتة في ظلّ غياب الديمقراطية وإسكات صوت الشعب وشغله بالمشاكل الحياتية، فماذا يكون عليه الأمر لو أُخِذ برأي الشعب حقا بعيدا عن الاستفتاءات المطبوخة والانتخابات المزوّرة؟ أتحدّاهم أن يفعلوا ذلك إن كانوا متأكّدين من احتضان الشعب لهذه “اللغة”، وأعلم أنه لو كان باستطاعتهم لرسّموا الفرنسية بنصّ الدستور كما هو الحال في تشاد وغينيا والنيجر.
          أنا شاوي لكني لستُ شيئا إلاّ بالإسلام والعربية

          Commentaire


          • #6

            بودهان: لماذا لا أكتب بالأمازيغية ويكتب السيد حمّيش بالعربية؟

            hespress

            محمد بودهان
            الأربعاء 27 يونيو 2018 - 01:45

            بعد استنفاد الأسلحة التقليدية (التفرقة، العنصرية، العداء للإسلام، الولاء للاستعمار...) التي كان خصوم الأمازيغية يستعملونها لمحاربتها (الأمازيغية) وشيطنة المناصرين لها، لجأوا، بعد أن صدئت تلك الأسلحة ولم تعد مجدية في وقف زحف الأمازيغية، إلى سلاح جديد، هو تحدّيهم لهؤلاء المناصرين للأمازيغية أن يدافعوا عنها بكتابات أمازيغية، بدل استعمالهم العربية في كتاباتهم المدافعة عن أمازيغيتهم. والنتيجة التي يريد المناوئون للأمازيغية الوصول إليها بهذا التحدّي، والإقناع بها، هي أنه إذا كان النشطاء الأمازيغيون أنفسهم عاجزين عن الكتابة بأمازيغيتهم، التي لا يكلّون من المطالبة بتعميم تدريسها الإجباري للانتقال بها إلى مستوى لغة كتابية، فذلك لأن هذه اللغة لا تصلح أصلا للاستعمال الكتابي، وإلا لأعطى هؤلاء النشطاء البرهان على ما يخالف ذلك بكتابة مقالاتهم وتحليلاتهم بها. وبالتالي فكيف يصحّ، عقلا ومنطقا، أن يطالب هؤلاء النشطاء غيرهم من المغاربة "العرب"، أن يقوموا بما هم عاجزون عنه رغم كونهم أمازيغيين ومناضلين من أجل الأمازيغية، أي أن يتعلموا الكتابة بهذه اللغة التي لا يستطيع هؤلاء المناضلون الأمازيغيون أنفسهم الكتابة بها؟

            لا شك أن هذا الطرح لموضوع استعمال الأمازيغية في الكتابة والنشر، هو طرح عامّي يتبنّاه الأمّيون والعامّة الذين لا يميّزون بين شروط الاستعمال الشفوي وشروط الاستعمال الكتابي للغة، فيستنتجون من اعتقادهم بتكافؤ تلك الشروط أن اللغة التي لا يكتب بها الناس، هي لغة تعاني من قصور أصلي فيها يمنعها من الارتقاء إلى مستوى الكتابة. وهكذا يتصوّرون أن قدَر اللغة الأمازيغية هو أن لا تكون أبدا لغة كتابية، لأنها تحمل في ذاتها أسباب القصور المانع لإمكانها أن تصبح لغة كتابية. وبما أن هذا التصوّر عامّي، كما قلت، يردّده ويتبنّاه الأميون الذين لا حظ لهم من التعليم والمعرفة، فلهذا نادرا ما ناقشه أو ردّ عليه أو فنّده المدافعون عن تعميم التدريس الإجباري للأمازيغية. لكن أن يتسلّح من هو مثقف ومفكر وفيلسوف وروائي ووزير سابق بهذا التصوّر العامّي لمهاجمة الأمازيغية ومناصريها، فذلك أمر مؤسف، يسيء إلى الثقافة والفكر والفلسفة والكتابة الروائية و"تاوزيريت"، قبل أن يسيء إلى الأمازيغية والمدافعين عنها.

            هذا ما فعله الأستاذ بنسالم حميش في مقال نشره بجريدة "هسبريس" الإلكترونية بتاريخ 25 يونيو 2018، حيث كتب أن الناشط الأمازيغي السيد عصيد «يأكل الغلة ويلعن الملة»، قاصدا بذلك أنه يكتب بالعربية، زاعما أنه في نفس الوقت يعاديها ويرفضها، مع تخلّيه «عن تفعيل رسمية الأمازيغية الذي لا يفتر عن الدعوة إليه صبحَ مساء»، ليستنتج «أن المنطق يقضي بأن يكون في ذلك وفي الكتابة بحرف تيفناغ المثال والقدوة»، مع مطالبته برفع هذا التحدّي: «فليسارع صاحبنا إلى البدء بتحرير مقالات بحرف تيفناغ، فنكون له، إن هو توفق، مصفقين ملء أكفنا [...] أما إذا عجز عن رفع هذا التحدي، فالجريرة عليه واللائمة».

            السؤال الذي يطرحه إذن السيد حميش، متحدّيا به المدافعين عن ترقية الأمازيغية إلى مستوى لغة كتابية، هو: لماذا لا يحرّر هؤلاء مقالاتهم بالأمازيغية بدل العربية، حتى يعطوا القدوة والدليل أن الأمازيغية لغة صالحة للاستعمال الكتابي؟ والجواب عن هذا السؤال يعطيه الجواب عن سؤال آخر بسيط، نوجّهه بدورها إلى الأستاذ حميش: لماذا يكتب هو بالعربية؟ الجواب كذلك بسيط وبديهي، وهو لأنه درس العربية وتعلّمها في المدرسة لسنوات عديدة، إلى أن أصبح يجيد رسم حروفها ويتقن ضوابطها الإملائية وقواعدها النحوية، علما أن هناك من درسها لعشرات السنين، ومع ذلك لا يزال يرتكب أخطاء فادحة بخصوص هذه الضوابط والقواعد، كما يعرف ذلك جيدا السيد حميش. انطلاقا من هذا الجواب يكون الجواب عن السؤال الأول، المتعلق بغياب الكتابة بالأمازيغية لدى المدافعين عنها، بسيطا وبديهيا هو كذلك: لا يكتبون مقالاتهم بالأمازيغية لأنهم لم يدرسوا هذه اللغة بالمدرسة مثلما درس بها السيد حميش العربية، وهو ما جعلهم، نتيجة لذلك، يجهلون رسم حروفها ولا يتقنون ضوابطها الإملائية وقواعدها النحوية. ولذلك فهم يكتبون، مثل السيد حميس، باللغات التي درسوها في المدرسة لسنوات عديدة، كما قلت، وهي العربية والفرنسية...

            قضية الكتابة ترتبط إذن، وهو ما يسري على جميع اللغات ولا يتعلق فقط باللغة الأمازيغية، بشرط المدرسة والتعليم. فإذا كان بإمكان أي إنسان أن يتعلّم، في الشارع والبيت والسوق والمعمل...، الاستعمال الشفوي لأية لغة حية، أي متداولة شفويا في التخاطب اليومي، فإنه من المستحيل عليه أن يتعلم كتابتها بدون مدرسة أو ما يقوم مقامها. فمناط الكتابة بالأمازيغية وشرطها الواقف إذن، هو تدريسها في المدرسة. فالمنطق يقضي أن يتساءل السيد حميش عن سبب إقصاء الأمازيغية من المدرسة، وليس أن يتساءل عن غياب الكتابة بها لدى المدافعين عنها، والذي ليس إلا نتيجة لغيابها من المدرسة.

            بداهة وبساطة الجواب عن سؤال السيد حميش هما ما يجعل هذا السؤال ينتمي إلى المستوى الشعبي والعامّي، كما سبقت الإشارة. لكن عندما يتعلق الأمر بالأمازيغية، فالتصورات الشعبية العامّية، غير العلمية، هي الحكَم والمرجع عند غالبية المثقفين المغاربة، مثل الأستاذ حميش، الذي هو مثال حي عن غلبة ما هو عامّي عما هو علمي بخصوص الموقف من الأمازيغية عند أمثال هؤلاء المثقفين.

            من جهة أخرى يكشف هذا السؤال العامّي، حول الكتابة باللغة الأمازيغية، عن خيبة أمل كبيرة لدى التعريبيين، الذين كانوا يراهنون على المدرسة التعريبية للتحويل الجنسي لمن بقي من المغاربة محافظين على جنسهم الأمازيغي ولغتهم الأمازيغية. فبما أن المدرسة هي الأداة المثلى والفعّالة لتحقيق هذا التحول الجنسي للمغاربة، من جنسهم الأمازيغي، الطبيعي والأصلي، إلى جنس عربي، منتحَل وزائف، فقد كانت الإماتة المبرمجة للأمازيغية مسألة وقت فقط، ريثما يدخل كل طفل أمازيغي إلى المدرسة، التي تستعمل العربية ولا وجود فيها للأمازيغية، ليخرج منها وهو "عربي"، متحولا في جنسه، أي انتمائه القومي، بشكل كامل بفضل الدور التعريبي والتحويلي للمدرسة وللغتها العربية. لكن الذي حصل جاء مخالفا تماما لتوقعات المخططين لقتل الأمازيغية عن طريق التعريب المدرسي للمغاربة. فبدل أن تؤدي المدرسة، بدوها التعريبي ولغتها العربية حسب ما كان منتظرا منها، إلى انقراض الأمازيغية والأمازيغيين الذين كان يُتوقّع ان تجعل منهم المدرسة، بفضل برامجها التعريبية ولغتها العربية، عربا يعتزون بـ"عروبتهم" وبـ"لغتهم" العربية وبنسبهم "العربي" الشريف، خرّجت، على العكس من ذلك، أفواجا من الأمازيغيين يستعملون العربية نفسها، التي كان يراهن عليها التعريبيون لقتل الأمازيغية، للدفاع عن هذه الأخيرة والمطالبة بالنهوض بها ورد الاعتبار لها. وهكذا أُسقط في يد التعريبيين الذين كانوا ينتظرون من العربية أن تحوّل التلاميذ الناطقين بالأمازيغية إلى "عرب" يتنكّرون لأمازيغيتهم، ويرفضونها ويناوئونها. لكن المفاجأة الصادمة لهؤلاء التعريبيين هي أن هؤلاء التلاميذ أضحوا يستعملون، وقد أصبحوا راشدين، هذه العربية، ليس للتنكّر لأمازيغيتهم، كما كان يراهن على ذلك التعريبيون، بل للتعلق بها والنضال من أجل ترسيمها وتدريسها وإدماجها في مؤسسات الدولة. وهكذا جعل النشطاء الأمازيغيون من اللغة العربية، التي كان التعريبيون يعوّلون عليها لتعريب الأمازيغيين وانسلاخهم عن هويتهم الأمازيغية، سلاحهم الذي غنموه في معركة التعريب التي كانت تستهدف استئصال الأمازيغية، وعرفوا كيف يستعملونه للذود عن هذه الأمازيغية والتصدي للتعريبيين وإفشال مخططاتهم الرامية إلى فصل المغاربة عن أمازيغيتهم، وتحويلهم إلى عرب مزوّرين فاقدين لأصالتهم وكرامتهم الهوياتية. وهذا ما أزعج التعريبيين المتحولين جنسيا، الذين كانوا ينتظرون من اللغة العربية أن تجعل من الأمازيغيين متحولين مثلهم. لكن هؤلاء وعوا هويتهم الأمازيغية واكتشفوها وأحبوها وازدادوا تعلقا بها بفضل هذه اللغة العربية نفسها. وهو ما بعثر أوراق المتحولين وأربك حساباتهم عندما وجدوا أنفسهم يتلقون الضربات بسلاحهم ومن فوهة بنادقهم.

            أمام هذه الهزيمة، التي تلقوا فيها الضربات من سلاحهم الذي كانوا ينتظرون أن يهزموا به الأمازيغية بشكل نهائي قد يقضي عليها قضاء مبرما، لم يبق لهم إلا اللجوء إلى ممارسة الابتزاز، من النوع البليد وغير المجدي، على الأمازيغيين المطالبين بتدريس الأمازيغية قصد استعمالها الكتابي كلغة رسمية: إما أن يكتبوا بالأمازيغية أو أن أمازيغيتهم غير صالحة للكتابة، وأنهم يسقطون في تناقض صارخ عندما يدعون إلى الاستعمال الكتابي للأمازيغية في مؤسسات الدولة، في الوقت الذي يعجزون فيه عن كتابة مقال قصير بهذه الأمازيغية. تصوّروا جماعة معادية تقطع لسان شخص ما، ثم تتحدّاه أن يتكلّم وإلا فهو أبكم عاجز عن النطق والكلام. هذا هو مضمون هذا الابتزاز كما يريد أن يمارسه على مناصري الأمازيغية السيد حميش، وغيره من المثقفين الأمازيغوفوبيين. فبعد منع الأمازيغية من المدرسة، التي هي الشرط الوقف لتأهيل أية لغة للكتابة، كما سبق أن أوضحت، يطالبون المدافعين عن الأمازيغية بالكتابة بها، وإلا فإنها عاجزة وفاشلة وغير صالحة. فكيف يجوز أخلاقيا مطالبة من قُطع لسانه بالكلام، وإلا اتُّهم بأنه عاجز وفاشل وغير قادر على الكلام؟

            هذا ما يخص مسألة الكتابة بالأمازيغية التي يبتز بها السيد حميش مناضلي القضية الأمازيغية. أما ما عدا ذلك مما جاء في إنشائه، فهو تكرار ممل لتلك الأدبيات الأمازيغوفوبية التي لم تعد تطرب حتى ألدّ المناوئين للأمازيغية، والتي ترجع إلى سبعينيات القرن الماضي، وتمتح كلها من أسطورة "الظهير البربري"، الذي أبى السيد حميش إلا أن يشير إليه بالاسم، كتذكير لنا أنه يشكّل مرجعه الشعوري واللاشعوري في فهم الأمازيغية والحكم عليها والموقف منها.

            Commentaire

            Chargement...
            X