Annonce

Réduire
Aucune annonce.

على هامش النجاة

Réduire
X
 
  • Filtre
  • Heure
  • Afficher
Tout nettoyer
nouveaux messages

  • على هامش النجاة

    على هامش النجاة - لينة عطفة - مهرجان القصيدة السورية الأول في ألمانيا
    (مدينة كولون)

    قصيدة من ديوان على هامش النجاة - لينة عطفة


    قلعةٌ خارجَ السوْر
    ( إلى سلميّة )

    لنْ أخاطبكِ بعد اليوم..
    أنتِ التي جعلتِ قلبي مثلَ خيامِ البدو لايكسرهُ الترحّلُ و لا الحنين..
    لا هواءَ يقودني إلى رائحتكِ..
    والذكرياتُ التي نثرتُها كفتاتِ الخبز لأجد طريقاً إلى يبابكِ
    لفظت فتنتها الأخيرةَ واستحالت رماداً..
    أيّتها الجاحدةُ التي تَستدرُّ عقوقنا !
    هل رأيتِ غلاصمنا المتيبّسةَ ونحن نسبحُ في جسدٍ غير جسدك؟
    هل شعرتِ بأظافرنا الهشّةِ المغروسةِ بعظامك؟
    هل سمعتِ نحيبنا ونحن نتوسّدُ العواصفَ لنحلمَ بكِ؟
    أكتبُ لأثأرَ منكِ وأعودُ من ثأري قتيلةً وقد تنازعتني الآفاقُ حدَّ العدم..
    الموت يقولُ إنكِ الجنّة وحينَ أرفعُ أستارهُ أراكِ كما أنتِ شاحبةً كالمقامرين..
    توزّعيننا كأوراقِ اللعبِ وتتثاءبين...
    تقاسمين العواصمَ أسرارها..
    قلعةٌ خارج السور..
    أمراؤك المجانين المبدّدون في طرقاتك بملابسهم الموشّاةِ بالرّقع
    و أصواتهم التي تهزمُ اللغة والكتابة..
    شعراؤكِ يتقلّدون حزنكِ وبشجاعة اليائس يكتبون...
    منذ استبدلتِ بكرمتكِ العالية شتلاتِ القطن وأنتِ تتمرّغين بالعطش
    تعقدين هدنةً مع الصحراء فتكون المحاصيلُ شكلاً من الرمل
    يهذي بنا الجوع نلتوي على اللغة و نعضُّ الكلام
    خيبتنا خيبةٌ قرمطيّة وبكاؤنا بكاءٌ فاطميّ..
    نسمعُ الربابة فنمتدحُ عائلة الكمان
    نشربُ العرقَ البلديّ فنمتدح سلالاتِ النبيذ
    وحين تخوننا النهايات نلوذ إليكِ
    نتلمّس عزلتنا التي غزلتِها بنَول الصدى
    نرتّبُ الحيَلَ نُجهد خيالنا لنراكِ خارجَ أقداركِ
    خيبةُ المطرِ خيبةُ الأرضِ خيبةُ الأنثى التي تلعق مدائحها النازفة...
    لا تذكّرنا الأمكنة بكِ، ولا الورد ولا ما يُذكّر الناس بأوطانهم
    نذكُركِ إذ تُطيحُ نظرةٌ بقلوبنا..
    إذ يخرّب عازفٌ بنشازهِ سربَ الأغنية
    هاشلونَ على حوافِ المدن مذْ شرّدتنا وانتصبتِ بأسمائنا كشاهدة قبر
    جيوبُ نواطيركِ تزربُ ذئاباً وأنت عزلاءُ إلا من صدفة خلاصٍ قد لا تأتي..
    يُشرعون بوّاباتكِ للمذبحة كي يُشهروا انتصارهم لكِ
    لا تغفري لهم وأنت تَرتُقين لحمكِ المتهتّك
    لا تغفري لهم...
    ثمّةَ رعيانٌ زرعوا لهباً في جوفِ شجرةِ البطم
    وجبالُ البلعاسِ و شاعرَ تهذي بالنار
    حزنكِ لا يَشِي بالفجيعة
    والمشيئةُ أَعجَزُ من أن تُخلَّ الرهانات
    تُهرقين المراثي لأنهارٍ لم تحظي بها..
    تهرقينَ الأخيلةَ والحبرَ والهواجس..
    أيُّ مدينةٍ أرأفُ بالشّعر منك؟!
    أيُّ مدينةٍ تتخثّرُ عتباً؟!
    والعتبُ إذا تخثّر صارَ أغنية
    والأغنيةُ إذا تخثّرت صارت حكاية
    والحكاية إذا تخثّرتْ صارت أنتِ
    أكتبُ وأكتبُ لأجدَ اسمكِ
    اسمكِ الهاربَ من القصيدة..

    لينة عطفة

    dz(0000/1111)dz
Chargement...
X