le journal algérien Chourouk écrit à sa une :
غلاء الأسعار وانقطاع الماء والأوساخ نَغّصت فرحة العائلات
نغّصت العديد من المشاكل اليومية احتفالات عيد الأضحى على الجزائريين، الذين قضوه في ظروف استثنائية جدا، بسبب ما يعانونه من انقطاعات وتذبذبات في التزود بمياه الشرب وتوتر نفسي في انتظار نتائج البكالوريا، المتوقع الإعلان عنها اليوم الخميس، وكذا إصابات يومية متزايدة لحصيلة فيروس كورونا تسببت في فقدان الأهل والأحبة، حيث سيطرت أخبار وفيات كورونا وإصاباتها على غالبية أحاديث الجزائريين، واحتلت أدعية دوام الصحة والشفاء للمرضى الصدارة. ورغم ذلك حافظ الجميع على أداء هذه الشعيرة الدينية في أجواء من البهجة والسرور يرجون من خلالها نيل الأجر والثواب.
في ظل تهديدات السّلالات المتحورة لكورونا وضحاياها، الذين يتساقطون يوميا، حرصت أغلب العائلات على توجيه تهانيها بالعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المكالمات الهاتفية، واقتصرت التنقلات على المحيط الأسري الضيق، خشية العدوى التي لم تعد تفرق بين الصغير والكبير. كما عاشت عدد من العائلات حزنا على ذويها الذين رحلوا عنها أياما قليلة قبيل العيد، أو حتى في يوميه، فكان العيد عندهم بطعم مر ومظهر حزين ومؤلم على رحيل أعزاء غدر بهم العدو كوفيد 19.
وإلى ذلك، حالت الأزمة الاقتصادية وغلاء الأضاحي دون تمكن كثير من العائلات الفقيرة من اقتناء الأضحية التي عرفت أسعارها التهابا كبيرا، ولم تتراجع ليلة العيد بعكس التوقعات.
وفي الجانب المقابل، حالت مخاوف عدوى فيروس كورونا دون تمكن بعض المواطنين من الذبح في منازلهم أو أحيائهم، حيث حرصوا على نقلها إلى المذابح، تجنبا لأي مخاطر لا تحمد عقباها.
وعاشت عائلات المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا يومي العيد في ظل توتر وقلق كبيرين في انتظار الإعلان عن النتائج في ثالث أيام العيد الموافق لليوم الخميس، حيث لم تستطعم فرحة العيد.
“حماية المستهلك” تنتقد غلاء الأسعار وندرة الماء
وأفاد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، في تصريح لـ”الشروق”، أن عيد الأضحى كان صعبا جدا في ظل الغلاء الذي كان أول بوادر المنغضات، حيث إنّ أسعار الأضاحي غالية جدا، وكانت تفوق القدرة الشرائية للمستهلك، حتى إنّ كثيرا منهم انتظر تراجع الأسعار في اليوم الأخير، غير أنه صدم بشح كبير في العرض بعد عودة الموالين إلى ولاياتهم، وهو ما جعل البعض لا يجد أضحيته.
وأكّد زبدي مصطفى استقبال منظمته بعض الشكاوى من قبل مواطنين عبر ولايات الوطن، بخصوص عدم الالتزام بالبرنامج الخاص بتوزيع المياه، المعلن عنه من قبل السلطات المعنية، خاصة أثناء عملية النحر التي غاب عنها الماء في كثير من البلديات والأحياء، لاسيما العاصمة التي خصصتها السلطات ببرنامج خاص.
وأضاف المتحدث أن تذمر المواطنين لم يكن بسبب شح المياه، فهم يدركون جيدا حجم الأزمة، وإنما كان بسبب الإخلاف بالوعود التي قطعتها السلطات والتطمينات التي أرسلتها عبر مختلف وسائل الإعلام المتعلقة بوفرة المياه في الحنفيات.
وتحدّث زبدي مصطفى عن مداومات عيد الأضحى، التي باتت أكثر احتراما من قبل التجار يومي العيد، وتتجاوز في كثير من الحالات 95 بالمائة، غير أنّ المؤسف فيها هو عدم توفر الخدمة في كثير من المتاجر، لاسيما الخضارين والخبازين، الذين فتحوا محلاتهم في غياب السلع، وهو ما يجعل المداومة بلا جدوى.
وأشار زبدي إلى أن وعي المواطنين بمخاطر فيروس كورونا وإصاباته المتزايدة جعلهم أكثر حذرا في ما تعلق بإجراءات الوقاية، حيث حافظوا على ارتداء الكمامة والتباعد أثناء الذبح، بالإضافة إلى تقليل الزيارات العائلية واقتصارها على عدد قليل جدا من أفراد الأسرة المقربين، وهو ما يعكس المخاوف الكبيرة من الفيروس وسلالاته المتحورة التي أودت بحياة الكثير.
وفي الأخير، قال زبدي: صحيح إننا لا ننكر وجود بعض المنغصات، إلاّ أنّ الشعب مؤمن ومتمسك بمبادئه وأخلاقه وإقامة شعائره في جو من السلامة والصحة.
عيد في قلب الموجة الثالثة وطوارئ في المستشفيات
من جانبه، أفاد الياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة، في تصريح لـ”الشروق”، بأن المهنيين ككل سنة في قطاع الصحة ملزمون بتوفير رعاية صحية أيام العطل والمناسبات والأعياد، غير أنّ ما ميّز هذه السنة هو أنّ الوضعية معقدة أكثر، لأننا في وضع خطير جدا من حيث كثرة الضغوطات في المجال المهني على الأسلاك المهنية والأعوان، فجميعهم تحت ضغط رهيب بسبب الأعداد الهائلة التي تتوافد على العيادات التي تضمن المناوبات وكذا المستشفيات ومصالح الإسعاف، خاصة بعض الولايات مثل قسنطينة والبليدة والجزائر وسطيف ووهران ومعسكر وبلعباس وتيزي وزو وبومرداس وتيبازة.
وأوضح مرابط أنّ كثيرا من المؤسسات عززت فرق الفرق المناوبة ورغم هذا لم يكف ذلك فالموارد البشرية محدودة وكثير من المهنيين إما مصابون أو منهكون.
وكشف مرابط عن وجود 25 بالمائة من مهنيي المؤسسات الصحية في عطل مرضية أو في مصالح المستشفى بسبب إصابتهم بالكوفيد19، وهو ما سيحول دون تغطية كل النشاطات في بقية المصالح أو في مصالح كوفيد، أمر تسبب في التأجيل، لكن إلى متى ستستمر الحال على ما هي عليه.
ووجه مرابط نداءه إلى السلطات العليا في البلاد من أجل استنفار كامل الفاعلين في قطاع الصحة، سواء في القطاع العسكري أم في القطاع الخاص، من أجل المشاركة في التصدي للوباء وتخفيف العبء الذي يقع بكامله على كاهل القطاع العمومي.
وأضاف مرابط: “ما نقف عليه ميدانيا هو حالة التعب والإرهاق في القطاع العمومي، الذي تبقى طاقاتهم محدودة، سواء من الناحية النفسية أم الجسدية، خاصة أن الأزمة مستمرة منذ شهور.. وحذر مرابط من انفجار الوضع إذا لم يتم تدارك النقائص في القريب العاجل. فالمؤشرات الحالية تنذر بتعقيدات أكبر، وقد ينفجر الوضع الوبائي.
وأفاد المتحدث بأن قوة تحمل المهنيين وقطاع الصحة ككل متلازم مع ارتفاع الحالة الوبائية وإسقاطاتها على ظروف العمل وصحة المرضى والأطباء، فالحلقات مرتبطة ببعضها.
غلاء الأسعار وانقطاع الماء والأوساخ نَغّصت فرحة العائلات
نغّصت العديد من المشاكل اليومية احتفالات عيد الأضحى على الجزائريين، الذين قضوه في ظروف استثنائية جدا، بسبب ما يعانونه من انقطاعات وتذبذبات في التزود بمياه الشرب وتوتر نفسي في انتظار نتائج البكالوريا، المتوقع الإعلان عنها اليوم الخميس، وكذا إصابات يومية متزايدة لحصيلة فيروس كورونا تسببت في فقدان الأهل والأحبة، حيث سيطرت أخبار وفيات كورونا وإصاباتها على غالبية أحاديث الجزائريين، واحتلت أدعية دوام الصحة والشفاء للمرضى الصدارة. ورغم ذلك حافظ الجميع على أداء هذه الشعيرة الدينية في أجواء من البهجة والسرور يرجون من خلالها نيل الأجر والثواب.
في ظل تهديدات السّلالات المتحورة لكورونا وضحاياها، الذين يتساقطون يوميا، حرصت أغلب العائلات على توجيه تهانيها بالعيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المكالمات الهاتفية، واقتصرت التنقلات على المحيط الأسري الضيق، خشية العدوى التي لم تعد تفرق بين الصغير والكبير. كما عاشت عدد من العائلات حزنا على ذويها الذين رحلوا عنها أياما قليلة قبيل العيد، أو حتى في يوميه، فكان العيد عندهم بطعم مر ومظهر حزين ومؤلم على رحيل أعزاء غدر بهم العدو كوفيد 19.
وإلى ذلك، حالت الأزمة الاقتصادية وغلاء الأضاحي دون تمكن كثير من العائلات الفقيرة من اقتناء الأضحية التي عرفت أسعارها التهابا كبيرا، ولم تتراجع ليلة العيد بعكس التوقعات.
وفي الجانب المقابل، حالت مخاوف عدوى فيروس كورونا دون تمكن بعض المواطنين من الذبح في منازلهم أو أحيائهم، حيث حرصوا على نقلها إلى المذابح، تجنبا لأي مخاطر لا تحمد عقباها.
وعاشت عائلات المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا يومي العيد في ظل توتر وقلق كبيرين في انتظار الإعلان عن النتائج في ثالث أيام العيد الموافق لليوم الخميس، حيث لم تستطعم فرحة العيد.
“حماية المستهلك” تنتقد غلاء الأسعار وندرة الماء
وأفاد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك وإرشاده، في تصريح لـ”الشروق”، أن عيد الأضحى كان صعبا جدا في ظل الغلاء الذي كان أول بوادر المنغضات، حيث إنّ أسعار الأضاحي غالية جدا، وكانت تفوق القدرة الشرائية للمستهلك، حتى إنّ كثيرا منهم انتظر تراجع الأسعار في اليوم الأخير، غير أنه صدم بشح كبير في العرض بعد عودة الموالين إلى ولاياتهم، وهو ما جعل البعض لا يجد أضحيته.
وأكّد زبدي مصطفى استقبال منظمته بعض الشكاوى من قبل مواطنين عبر ولايات الوطن، بخصوص عدم الالتزام بالبرنامج الخاص بتوزيع المياه، المعلن عنه من قبل السلطات المعنية، خاصة أثناء عملية النحر التي غاب عنها الماء في كثير من البلديات والأحياء، لاسيما العاصمة التي خصصتها السلطات ببرنامج خاص.
وأضاف المتحدث أن تذمر المواطنين لم يكن بسبب شح المياه، فهم يدركون جيدا حجم الأزمة، وإنما كان بسبب الإخلاف بالوعود التي قطعتها السلطات والتطمينات التي أرسلتها عبر مختلف وسائل الإعلام المتعلقة بوفرة المياه في الحنفيات.
وتحدّث زبدي مصطفى عن مداومات عيد الأضحى، التي باتت أكثر احتراما من قبل التجار يومي العيد، وتتجاوز في كثير من الحالات 95 بالمائة، غير أنّ المؤسف فيها هو عدم توفر الخدمة في كثير من المتاجر، لاسيما الخضارين والخبازين، الذين فتحوا محلاتهم في غياب السلع، وهو ما يجعل المداومة بلا جدوى.
وأشار زبدي إلى أن وعي المواطنين بمخاطر فيروس كورونا وإصاباته المتزايدة جعلهم أكثر حذرا في ما تعلق بإجراءات الوقاية، حيث حافظوا على ارتداء الكمامة والتباعد أثناء الذبح، بالإضافة إلى تقليل الزيارات العائلية واقتصارها على عدد قليل جدا من أفراد الأسرة المقربين، وهو ما يعكس المخاوف الكبيرة من الفيروس وسلالاته المتحورة التي أودت بحياة الكثير.
وفي الأخير، قال زبدي: صحيح إننا لا ننكر وجود بعض المنغصات، إلاّ أنّ الشعب مؤمن ومتمسك بمبادئه وأخلاقه وإقامة شعائره في جو من السلامة والصحة.
عيد في قلب الموجة الثالثة وطوارئ في المستشفيات
من جانبه، أفاد الياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة، في تصريح لـ”الشروق”، بأن المهنيين ككل سنة في قطاع الصحة ملزمون بتوفير رعاية صحية أيام العطل والمناسبات والأعياد، غير أنّ ما ميّز هذه السنة هو أنّ الوضعية معقدة أكثر، لأننا في وضع خطير جدا من حيث كثرة الضغوطات في المجال المهني على الأسلاك المهنية والأعوان، فجميعهم تحت ضغط رهيب بسبب الأعداد الهائلة التي تتوافد على العيادات التي تضمن المناوبات وكذا المستشفيات ومصالح الإسعاف، خاصة بعض الولايات مثل قسنطينة والبليدة والجزائر وسطيف ووهران ومعسكر وبلعباس وتيزي وزو وبومرداس وتيبازة.
وأوضح مرابط أنّ كثيرا من المؤسسات عززت فرق الفرق المناوبة ورغم هذا لم يكف ذلك فالموارد البشرية محدودة وكثير من المهنيين إما مصابون أو منهكون.
وكشف مرابط عن وجود 25 بالمائة من مهنيي المؤسسات الصحية في عطل مرضية أو في مصالح المستشفى بسبب إصابتهم بالكوفيد19، وهو ما سيحول دون تغطية كل النشاطات في بقية المصالح أو في مصالح كوفيد، أمر تسبب في التأجيل، لكن إلى متى ستستمر الحال على ما هي عليه.
ووجه مرابط نداءه إلى السلطات العليا في البلاد من أجل استنفار كامل الفاعلين في قطاع الصحة، سواء في القطاع العسكري أم في القطاع الخاص، من أجل المشاركة في التصدي للوباء وتخفيف العبء الذي يقع بكامله على كاهل القطاع العمومي.
وأضاف مرابط: “ما نقف عليه ميدانيا هو حالة التعب والإرهاق في القطاع العمومي، الذي تبقى طاقاتهم محدودة، سواء من الناحية النفسية أم الجسدية، خاصة أن الأزمة مستمرة منذ شهور.. وحذر مرابط من انفجار الوضع إذا لم يتم تدارك النقائص في القريب العاجل. فالمؤشرات الحالية تنذر بتعقيدات أكبر، وقد ينفجر الوضع الوبائي.
وأفاد المتحدث بأن قوة تحمل المهنيين وقطاع الصحة ككل متلازم مع ارتفاع الحالة الوبائية وإسقاطاتها على ظروف العمل وصحة المرضى والأطباء، فالحلقات مرتبطة ببعضها.
Commentaire