تقاتل حتى الموت دفاعا عمن أساء للرسول
الصحافة المفرنسة في* الجزائر*: أنا شارلي !
لم تكن الصحافة والإعلام الفرنسي* وحيدا في* محنته وهو* ينقل الرعب إلى المسلمين من الفرنسيين،* فقد استعاض عن خذلان الإعلام الأنغلوساكسوني* الذي* رفض نشر إساءة فرنسا للرسول محمد بتعاطف لا محدود من الصحافة الفرنسية الصادرة بالجزائر التي* شاركته في* السراء والضراء،* فبكت،* ونحبت،* وشجبت،* نقلت بأمانة الرواية الرسمية الكاذبة،* ودلت بأكثر من دلو في* تثبيت التهمة على الإسلام قبل المسلمين،* وتتهم من تظاهر من الجزائريين بمساندة وتأييد الإرهاب*.
الحادثة الإرهابية الإستخباراتية تحت راية كاذبة ضد مجلة* "شارلي* إيبدو*" تكون قد وحدت النخب الفرنسية لأسبوع أو أكثر،* لكنها عرت في* بلدنا شرخا قديما بين الشعب بمختلف نخبه الوطنية بأغلب مشاربها السياسية،* ولفيف مفروق من النخب الفكرية والسياسية والإعلامية التي* أخطأت في* الشعب وماتزال تخطئ كما حصل على خلفية الموقف من عملية شارلي* إيبدو ودخولها في* تناغم تام مع النخب الأطلسية الصهيونية الفرنسية*.
أي* زائر للجزائر خلال الأسبوع المنصرم كان سيصاب بحيرة،* وهو* يطل على عناوين الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية وضرتها الناطقة بلغة فولتير،* وكأن البلد* يحتضن شعبين أو على الأقل* يكون قد أفرز حيزا لأقلية منحها الدستور حق العيش والتعبير خارج القيم المشتركة للمجتمع الغالب في* المجتمع*. ففي* الوقت الذي* توحدت فيه العناوين الناطقة بالعربية،* ودون حاجة إلى جهة تنسق موقفها من الحدث،* وتصدت للمضامين المناهضة للإسلام والمسلمين التي* واكبت هذه العملية الإرهابية الإستخباراتية،* كانت الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية تعمل كملحقة لصحف وإعلام* "الماينستريم*" الفرنسي* الصهيوني،* تنقل كالإمعة ودون مراجعة أو تنسيق ما كان* يتداوله الإعلام الفرنسي* الذي* كان بدوره تحت التوجيه المباشر لللوبي* الصهيوني* المتحكم بالكامل في* الإعلام الفرنسي*.
الجزائريون متهمون بتأييد الإرهاب
كبريات الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية،* تقودها الشقيقة الأكبر* "الوطن*" اختارت منذ البداية أن تنقل الرواية الرسمية الفرنسية كما هي* دون أدنى حد من النقد والتمحيص،* وهي* التي* ظلت طوال العشرية الحمراء تشتغل تحت* يافطة* "من* يقتل من؟*" فكانت أول من صعد إلى الصفوف الأمامية للتباكي* على* "شارلي* إيبدو*" وعلى حرية التعبير التي* استهدفها* "الإرهاب الإسلامي* الأصولي*" كما جاء في* كثير من مقالاتها،* التي* زايدت حتى على الغلاة من الإعلاميين الفرنسيين الأكثر تحاملا على الإسلام والمسلمين،* وقد منحت للصحافة الفرنسية في* اليومين الأولين فرصة الاستشهاد بمقالاتها كعنوان عن* "تضامن الجزائريين مع الشعب الفرنسي* المكلوم*".
الذين تابعوا تغطية الإعلام الفرنسي* للحدث صدموا بمستوى انبطاحه للمؤسسة الحاكمة وخلفها للسيد الصهيوني* الآمر والناهي* الذي* كان حاضرا في* قلب هيئات التحرير* يحرك الدمى خلف الستار،* وربما كان حاضرا في* بعض هيئات التحرير للصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية،* أو لعله لم* يكلف نفسه هذا العناء،* لعلم مسبق بحضور الولاء من* غير حاجة إلى تعليمة،* وبقدر ما حرص الإعلام الفرنسي* على إخراج ما تحت* يديه من* "عرب الخدمة*" من* "الإمام*" شلغومي* وخبير* "الإسلاميين الجهاديين*" سيفاوي،* وبعض قيادات الجالية المسلمة من المنبطحين لشجب* "الإسلام الإرهابي*" والإفتاء بجواز رفع راية* "أنا شارلي*" التي* جعلت من كل من حملها شريكا في* سب الرسول صلى الله عليه وسلم،* فإن الصحافة* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية قد أحضرت خبراءها لإيصال نفس الرسالة*.
فقد دعت* يومية* "ليبرتي*" المدعو* غالب بن شيخ لتنشيط فوروم ليبرتي،* ووصفته بالفقيه الذي* لا* يخشى المواجهة،* والذي* شجب وسخر مما أسماه بـ"هيستريا المسلمين الذين أدانوا رسومات شارلي* إيبدو المسيئة للرسول*" ووصف تظاهر الجزائريين نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم بـ"المشهد المحزن*" وقال أنه مصدوم بالشعارات المؤيدة للإرهاب التي* رفعها ـ حسب زعمه ـ المتظاهرون في* الجزائر،* وحملهم ما قد* يلحق بالجالية الجزائرية من أذى كرد فعل على هذه الشعارات*"،* غير أن بيت القصيد في* ما دعا إليه بن شيخ هو تحميل الإسلام كدين مسؤولية العنف والإرهاب،* مؤكدا* "أنه من الخطأ القول أنه لا علاقة للإسلام بالإرهاب،* لأن المشكلة مغروسة في* مرجعيته* (أي* في* القرآن والسنة*)"،* ولنفس الغاية أخرجوا حميدة العياشي* الذي* وقف مطولا عند ما نسبه للسلفيين من شعارات مؤيدة للإرهاب في* مظاهرات* يوم الجمعة،* وادعى* "قيام تحالف بين السلفيين المتشددين والرجعيين الجدد والإسلام العدمي*".
غير أن بيضة الديك كانت لسعيد جبار الذي* دعته الصحافة الفرنسية الصادرة في* الجزائر كباحث في* العلوم الإسلامية،* قبل أن* يتحول إلى مفتي* الديار الفرنسية بالجزائر ويقول*: "ثمة أغلبية من الفقهاء* يزعمون أنه من المحرم تمثيل الأنبياء والرسل ومنهم نبينا،* وأنا اعتقد أنه لا بينة لهم ولا دليل في* القرآن والسنة*"،* قبل أن* يصدر فتواه* "لا دليل على التحريم*"،* وقد سبق للمسلمين أن جسدوا صورة الرسول* (ربما* يقصد بعض الفرق الشيعية*) ونسي* أن الأمر لا* يتعلق برسم صورة الرسول،* بل بالإساءة البذيئة التي* جسدتها رسومات شارلي* إيبدو وتكالبها المرضي* عليه وعلى معاداة كل ما له صلة بالإسلام،* فضلا عن تسويقها الدائم لصور نمطية عنصرية عن العرب والمسلمين*.
*"تضامن*" كامل مع شارلي
وعلى هذا المنوال،* اشتغلت الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية التي* أوصلت بجدارة الرسالة التي* حرصت الدولة الفرنسية المتصهينة على أن تصل ليس فقط لمواطنيها وللمسلمين في* أوروبا،* بل أيضا لـ"رعاياها*" ما وراء البحر*.
معظم عناوين الصحافة الفرنسية الصادرة في* الجزائر رفعت وتيرة التنديد بالإرهاب الإسلامي* الذي* حمل راية العملية الإستخباراتية،* وقد سقطت مهنيا قبل أن تسقط أخلاقيا*. فقد بحثت في* أرشيفها طوال الأسبوع عن مقال واحد* يحاول ولو على استحياء نقل كثير من المقالات التي* صدرت خاصة في* الإعلام الأنغلوساكسوني،* وشككت في* صدق الرواية الفرنسية،* وتوقفت عند مناطق الظلال فيها،* وعقدت مقارنة بين أكاذيب الإدارة الأمريكية على خلفية أحداث* 11* سبتمبر،* ونسختها الفرنسية،* وظلت الصحف الفرنسية الصادرة في* الجزائر تنقل حرفيا ما كانت ترسبه وزارة الداخلية الفرنسية،* والدكاكين الإستخباراتية،* والمؤسسات الإعلامية الصهيونية*.
*"قص* - لصق*" من الصحافة الفرنسية
ولأن الزمن هو زمن* "الانبطاح*" المخزي* أمام الصهاينة المتحكمين في* إعلام* "الماينستريم*" فإن العناوين الفرنسية الصادرة في* الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية،* إلى نقل المضامين السياسية التي* خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة،* فكانت هذه العناوين* "حزينة*" تشاطر الفرنسيين مأساتهم،* باكية مثلهم على* "حرية التعبير وهي* تذبح على أيدي* الإرهاب الإسلامي*"،* وقد ألبست صفحاتها الأولى الأسود،* وصنعت أكاليل التعزية،* ونظمت وفدا من* "الباكيات النادبات*" اختار مقام الشهيد لـ"الترحم*" على من مات من الأسبوعية التي* سبت ما كان* يقدسه عميروش وبن بولعيد،* ولولا الخوف من* "الجزائريين الإرهابيين*" لكانت شاركتهم إعادة نشر الرسم الأخير الذي* أنسانا إساءات شارلي* إيبدو السابقة،* وإليكم كيف برر مدير* يومية الوطن امتناعه عن نشر الصفحة الأولى لشارلي* إيبدو في* تصريح لقناة فرانس* 24* فقد شرح السيد عمر بلهوشات للقناة سبب امتناعه عن إعادة نشر الرسم الأخير لشارلي* إيبدو بالقول*: فمع تضامني* الكامل مع شارلي* إيبدو،* وتمسكي* بحرية التعبير وحرية الصحافة فقد* "امتنعت حتى لا أجرح مشاعر قراء اليومية من المسلمين*"،* ولأن* "الإسلام هو دين أغلبية في* الجزائر*" وقال*: "أن* يوميته تحاول ترقية إسلام تسامح وسلام مثل إسلام قرطبة*" بما* يعني* أن مدير* يومية الوطن هو مع حق شارلي* إيبدو في* سب الرسول صلى الله عليه وسلم،* وازدراء الدين كحق مكتسب من حقوق حرية التعبير،* وأنه لولا الحرص على عدم خدش مشاعر* "قراء اليومية من المسلمين*" وليس مشاعر كل المسلمين،* لكانت الوطن أعادت نشر الرسوم دون حرج*.
*"لأن الزمن هو زمن* "الانبطاح*" المخزي* أمام الصهاينة المتحكمين في* إعلام* "الماينستريم*" فإن العناوين الفرنسية الصادرة في* الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية،* إلى نقل المضامين السياسية التي* خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة*"
العنوان الآخر من الصحافة الفرنسية الصادرة بالجزائر الذي* يكون قد شعر بالحاجة إلى التضامن مع إساءة* "شارلي* إيبدو*" هو* يومية* "لوكوتيديان دوران*" الذي* تنفس الصعداء خاصة،* وكانت له في* العملية الإرهابية الإستخباراتية تحت راية كاذبة مغانم كثيرة،* فقد أنست الجزائريين الإساءات التي* كانت تصدر في* هذه اليومية للإسلام والمسلمين تحديدا بقلم كمال داود،* وبلغت ذروتها في* روايته الأخيرة التي* تعرض فيها بالإساءة إلى الذات الإلهية،* ودافع عنها كما دافعت عنها اليومية وشقيقاتها من الصحف الفرنسية الصادرة في* الجزائر كحق من حقوق حرية التعبير والصحافة*.
دعونا نذكر* "الصحف الفرنسية الزميلة*" أن حرية لتعبير في* الكنيسة الديمقراطية جزء لا* يتجزأ،* وأن زميلاتنا لم* يكن لها ماض مشرف في* ساحة القتال من أجل حرية التعبير وحرية الصحافة،* وهن اللواتي* وقفن* يتفرجن على المذبحة التي* نفذتها الحكومات الإستئصالية خلال العشرية الحمراء في* حق عشرة عناوين ناطقة بالعربية ذبحت في* بحر شهور من الجزائر اليوم إلى الأسبوعية الساخرة* "الصح ـ آفة*" مرورا ببريد الشرق والشروق وغيرها،* ولكم أن تبحثوا في* أرشيف زميلاتنا الفرنسية عن جملة واحدة تندد بتعليق هذه الصحف التي* كانت تسبقها بأشواط من جهة السحب والمبيعات،* ولم نجد وقتها من* يرفع الجملة المنسوبة كذبا لفولتير* "قد أختلف مع ما تقول لكني* سأقاتل حتى الموت من اجل حقك في* أن تقوله*"،* وهي* في* الأصل لكاتب بريطاني* اسمه* "إيفلين هال*" وردت في* كتابه أصدقاء فولتير،* ونسبها الفرنسيون لشاعرهم الكبير*.
شعار فولتير أو بالأصح إيفلين هال كان* غائبا عن زميلاتنا الفرنسيات* يوم دبر الإستئصاليون مقلبا للمرحوم الجنرال بلوصيف،* وكانت* "المتعودة دايما*" الوطن هي* من استقبلت الملف الإستخباراتي* الذي* نسب كل فساد الدولة للجنرال،* وحرمته اليومية من حق الرد*.
وأذكر أن الجنرال قد اتصل بي* وقتها وأنا على رأس أسبوعية* "الصح ـ آفة*" وطلب على استحياء إن كان بوسع الأسبوعية أن تمنحه فضاء للرد،* وقد فعلت أكثر من ذلك بنشر استجواب مطول مع الجنرال الراحل الذي* حرمه إعلام الزميلات الفرنسيات من حق الرد المكفول حتى في* الدول الاستبدادية،* ولم* يكن الجنرال بلوصيف استثناء،* بل هو القاعدة في* تعامل الزميلات الفرنسيات مع مبدأ حرية التعبير والرأي،* وهن اللواتي* كن* يرفعن شعار* "لا حرية لأعداء الحرية*" وها هن مرة أخرى* يشجبن حق الجزائريين في* التظاهر للتعبير عن مشاعرهم تجاه إساءة وجهت لعموم المسلمين،* وينسبن للجزائريين تهمة تأييد ومساندة الإرهاب وكأنهن* يدعون الرئيس هولاند إلى تنظيم حملة لتأديب الجزائريين كما حصل مع الليبيين والماليين،* وكأنهن* يطالبن وزيرة العدل الفرنسية طوبيرا بإرسال قضاة تحقيق لملاحقة من شارك من الجزائريين في* مظاهرات* يوم الجمعة نصرة لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم*.
الصحافة المفرنسة في* الجزائر*: أنا شارلي !
لم تكن الصحافة والإعلام الفرنسي* وحيدا في* محنته وهو* ينقل الرعب إلى المسلمين من الفرنسيين،* فقد استعاض عن خذلان الإعلام الأنغلوساكسوني* الذي* رفض نشر إساءة فرنسا للرسول محمد بتعاطف لا محدود من الصحافة الفرنسية الصادرة بالجزائر التي* شاركته في* السراء والضراء،* فبكت،* ونحبت،* وشجبت،* نقلت بأمانة الرواية الرسمية الكاذبة،* ودلت بأكثر من دلو في* تثبيت التهمة على الإسلام قبل المسلمين،* وتتهم من تظاهر من الجزائريين بمساندة وتأييد الإرهاب*.
الحادثة الإرهابية الإستخباراتية تحت راية كاذبة ضد مجلة* "شارلي* إيبدو*" تكون قد وحدت النخب الفرنسية لأسبوع أو أكثر،* لكنها عرت في* بلدنا شرخا قديما بين الشعب بمختلف نخبه الوطنية بأغلب مشاربها السياسية،* ولفيف مفروق من النخب الفكرية والسياسية والإعلامية التي* أخطأت في* الشعب وماتزال تخطئ كما حصل على خلفية الموقف من عملية شارلي* إيبدو ودخولها في* تناغم تام مع النخب الأطلسية الصهيونية الفرنسية*.
أي* زائر للجزائر خلال الأسبوع المنصرم كان سيصاب بحيرة،* وهو* يطل على عناوين الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية وضرتها الناطقة بلغة فولتير،* وكأن البلد* يحتضن شعبين أو على الأقل* يكون قد أفرز حيزا لأقلية منحها الدستور حق العيش والتعبير خارج القيم المشتركة للمجتمع الغالب في* المجتمع*. ففي* الوقت الذي* توحدت فيه العناوين الناطقة بالعربية،* ودون حاجة إلى جهة تنسق موقفها من الحدث،* وتصدت للمضامين المناهضة للإسلام والمسلمين التي* واكبت هذه العملية الإرهابية الإستخباراتية،* كانت الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية تعمل كملحقة لصحف وإعلام* "الماينستريم*" الفرنسي* الصهيوني،* تنقل كالإمعة ودون مراجعة أو تنسيق ما كان* يتداوله الإعلام الفرنسي* الذي* كان بدوره تحت التوجيه المباشر لللوبي* الصهيوني* المتحكم بالكامل في* الإعلام الفرنسي*.
الجزائريون متهمون بتأييد الإرهاب
كبريات الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية،* تقودها الشقيقة الأكبر* "الوطن*" اختارت منذ البداية أن تنقل الرواية الرسمية الفرنسية كما هي* دون أدنى حد من النقد والتمحيص،* وهي* التي* ظلت طوال العشرية الحمراء تشتغل تحت* يافطة* "من* يقتل من؟*" فكانت أول من صعد إلى الصفوف الأمامية للتباكي* على* "شارلي* إيبدو*" وعلى حرية التعبير التي* استهدفها* "الإرهاب الإسلامي* الأصولي*" كما جاء في* كثير من مقالاتها،* التي* زايدت حتى على الغلاة من الإعلاميين الفرنسيين الأكثر تحاملا على الإسلام والمسلمين،* وقد منحت للصحافة الفرنسية في* اليومين الأولين فرصة الاستشهاد بمقالاتها كعنوان عن* "تضامن الجزائريين مع الشعب الفرنسي* المكلوم*".
الذين تابعوا تغطية الإعلام الفرنسي* للحدث صدموا بمستوى انبطاحه للمؤسسة الحاكمة وخلفها للسيد الصهيوني* الآمر والناهي* الذي* كان حاضرا في* قلب هيئات التحرير* يحرك الدمى خلف الستار،* وربما كان حاضرا في* بعض هيئات التحرير للصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية،* أو لعله لم* يكلف نفسه هذا العناء،* لعلم مسبق بحضور الولاء من* غير حاجة إلى تعليمة،* وبقدر ما حرص الإعلام الفرنسي* على إخراج ما تحت* يديه من* "عرب الخدمة*" من* "الإمام*" شلغومي* وخبير* "الإسلاميين الجهاديين*" سيفاوي،* وبعض قيادات الجالية المسلمة من المنبطحين لشجب* "الإسلام الإرهابي*" والإفتاء بجواز رفع راية* "أنا شارلي*" التي* جعلت من كل من حملها شريكا في* سب الرسول صلى الله عليه وسلم،* فإن الصحافة* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية قد أحضرت خبراءها لإيصال نفس الرسالة*.
فقد دعت* يومية* "ليبرتي*" المدعو* غالب بن شيخ لتنشيط فوروم ليبرتي،* ووصفته بالفقيه الذي* لا* يخشى المواجهة،* والذي* شجب وسخر مما أسماه بـ"هيستريا المسلمين الذين أدانوا رسومات شارلي* إيبدو المسيئة للرسول*" ووصف تظاهر الجزائريين نصرة لنبيهم صلى الله عليه وسلم بـ"المشهد المحزن*" وقال أنه مصدوم بالشعارات المؤيدة للإرهاب التي* رفعها ـ حسب زعمه ـ المتظاهرون في* الجزائر،* وحملهم ما قد* يلحق بالجالية الجزائرية من أذى كرد فعل على هذه الشعارات*"،* غير أن بيت القصيد في* ما دعا إليه بن شيخ هو تحميل الإسلام كدين مسؤولية العنف والإرهاب،* مؤكدا* "أنه من الخطأ القول أنه لا علاقة للإسلام بالإرهاب،* لأن المشكلة مغروسة في* مرجعيته* (أي* في* القرآن والسنة*)"،* ولنفس الغاية أخرجوا حميدة العياشي* الذي* وقف مطولا عند ما نسبه للسلفيين من شعارات مؤيدة للإرهاب في* مظاهرات* يوم الجمعة،* وادعى* "قيام تحالف بين السلفيين المتشددين والرجعيين الجدد والإسلام العدمي*".
غير أن بيضة الديك كانت لسعيد جبار الذي* دعته الصحافة الفرنسية الصادرة في* الجزائر كباحث في* العلوم الإسلامية،* قبل أن* يتحول إلى مفتي* الديار الفرنسية بالجزائر ويقول*: "ثمة أغلبية من الفقهاء* يزعمون أنه من المحرم تمثيل الأنبياء والرسل ومنهم نبينا،* وأنا اعتقد أنه لا بينة لهم ولا دليل في* القرآن والسنة*"،* قبل أن* يصدر فتواه* "لا دليل على التحريم*"،* وقد سبق للمسلمين أن جسدوا صورة الرسول* (ربما* يقصد بعض الفرق الشيعية*) ونسي* أن الأمر لا* يتعلق برسم صورة الرسول،* بل بالإساءة البذيئة التي* جسدتها رسومات شارلي* إيبدو وتكالبها المرضي* عليه وعلى معاداة كل ما له صلة بالإسلام،* فضلا عن تسويقها الدائم لصور نمطية عنصرية عن العرب والمسلمين*.
*"تضامن*" كامل مع شارلي
وعلى هذا المنوال،* اشتغلت الصحف* "الجزائرية*" الناطقة بالفرنسية التي* أوصلت بجدارة الرسالة التي* حرصت الدولة الفرنسية المتصهينة على أن تصل ليس فقط لمواطنيها وللمسلمين في* أوروبا،* بل أيضا لـ"رعاياها*" ما وراء البحر*.
معظم عناوين الصحافة الفرنسية الصادرة في* الجزائر رفعت وتيرة التنديد بالإرهاب الإسلامي* الذي* حمل راية العملية الإستخباراتية،* وقد سقطت مهنيا قبل أن تسقط أخلاقيا*. فقد بحثت في* أرشيفها طوال الأسبوع عن مقال واحد* يحاول ولو على استحياء نقل كثير من المقالات التي* صدرت خاصة في* الإعلام الأنغلوساكسوني،* وشككت في* صدق الرواية الفرنسية،* وتوقفت عند مناطق الظلال فيها،* وعقدت مقارنة بين أكاذيب الإدارة الأمريكية على خلفية أحداث* 11* سبتمبر،* ونسختها الفرنسية،* وظلت الصحف الفرنسية الصادرة في* الجزائر تنقل حرفيا ما كانت ترسبه وزارة الداخلية الفرنسية،* والدكاكين الإستخباراتية،* والمؤسسات الإعلامية الصهيونية*.
*"قص* - لصق*" من الصحافة الفرنسية
ولأن الزمن هو زمن* "الانبطاح*" المخزي* أمام الصهاينة المتحكمين في* إعلام* "الماينستريم*" فإن العناوين الفرنسية الصادرة في* الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية،* إلى نقل المضامين السياسية التي* خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة،* فكانت هذه العناوين* "حزينة*" تشاطر الفرنسيين مأساتهم،* باكية مثلهم على* "حرية التعبير وهي* تذبح على أيدي* الإرهاب الإسلامي*"،* وقد ألبست صفحاتها الأولى الأسود،* وصنعت أكاليل التعزية،* ونظمت وفدا من* "الباكيات النادبات*" اختار مقام الشهيد لـ"الترحم*" على من مات من الأسبوعية التي* سبت ما كان* يقدسه عميروش وبن بولعيد،* ولولا الخوف من* "الجزائريين الإرهابيين*" لكانت شاركتهم إعادة نشر الرسم الأخير الذي* أنسانا إساءات شارلي* إيبدو السابقة،* وإليكم كيف برر مدير* يومية الوطن امتناعه عن نشر الصفحة الأولى لشارلي* إيبدو في* تصريح لقناة فرانس* 24* فقد شرح السيد عمر بلهوشات للقناة سبب امتناعه عن إعادة نشر الرسم الأخير لشارلي* إيبدو بالقول*: فمع تضامني* الكامل مع شارلي* إيبدو،* وتمسكي* بحرية التعبير وحرية الصحافة فقد* "امتنعت حتى لا أجرح مشاعر قراء اليومية من المسلمين*"،* ولأن* "الإسلام هو دين أغلبية في* الجزائر*" وقال*: "أن* يوميته تحاول ترقية إسلام تسامح وسلام مثل إسلام قرطبة*" بما* يعني* أن مدير* يومية الوطن هو مع حق شارلي* إيبدو في* سب الرسول صلى الله عليه وسلم،* وازدراء الدين كحق مكتسب من حقوق حرية التعبير،* وأنه لولا الحرص على عدم خدش مشاعر* "قراء اليومية من المسلمين*" وليس مشاعر كل المسلمين،* لكانت الوطن أعادت نشر الرسوم دون حرج*.
*"لأن الزمن هو زمن* "الانبطاح*" المخزي* أمام الصهاينة المتحكمين في* إعلام* "الماينستريم*" فإن العناوين الفرنسية الصادرة في* الجزائر قد انتقلت من نقل الرواية الفرنسية الرسمية المزرية،* إلى نقل المضامين السياسية التي* خططت لعملية إرهابية تحت راية كاذبة*"
العنوان الآخر من الصحافة الفرنسية الصادرة بالجزائر الذي* يكون قد شعر بالحاجة إلى التضامن مع إساءة* "شارلي* إيبدو*" هو* يومية* "لوكوتيديان دوران*" الذي* تنفس الصعداء خاصة،* وكانت له في* العملية الإرهابية الإستخباراتية تحت راية كاذبة مغانم كثيرة،* فقد أنست الجزائريين الإساءات التي* كانت تصدر في* هذه اليومية للإسلام والمسلمين تحديدا بقلم كمال داود،* وبلغت ذروتها في* روايته الأخيرة التي* تعرض فيها بالإساءة إلى الذات الإلهية،* ودافع عنها كما دافعت عنها اليومية وشقيقاتها من الصحف الفرنسية الصادرة في* الجزائر كحق من حقوق حرية التعبير والصحافة*.
دعونا نذكر* "الصحف الفرنسية الزميلة*" أن حرية لتعبير في* الكنيسة الديمقراطية جزء لا* يتجزأ،* وأن زميلاتنا لم* يكن لها ماض مشرف في* ساحة القتال من أجل حرية التعبير وحرية الصحافة،* وهن اللواتي* وقفن* يتفرجن على المذبحة التي* نفذتها الحكومات الإستئصالية خلال العشرية الحمراء في* حق عشرة عناوين ناطقة بالعربية ذبحت في* بحر شهور من الجزائر اليوم إلى الأسبوعية الساخرة* "الصح ـ آفة*" مرورا ببريد الشرق والشروق وغيرها،* ولكم أن تبحثوا في* أرشيف زميلاتنا الفرنسية عن جملة واحدة تندد بتعليق هذه الصحف التي* كانت تسبقها بأشواط من جهة السحب والمبيعات،* ولم نجد وقتها من* يرفع الجملة المنسوبة كذبا لفولتير* "قد أختلف مع ما تقول لكني* سأقاتل حتى الموت من اجل حقك في* أن تقوله*"،* وهي* في* الأصل لكاتب بريطاني* اسمه* "إيفلين هال*" وردت في* كتابه أصدقاء فولتير،* ونسبها الفرنسيون لشاعرهم الكبير*.
شعار فولتير أو بالأصح إيفلين هال كان* غائبا عن زميلاتنا الفرنسيات* يوم دبر الإستئصاليون مقلبا للمرحوم الجنرال بلوصيف،* وكانت* "المتعودة دايما*" الوطن هي* من استقبلت الملف الإستخباراتي* الذي* نسب كل فساد الدولة للجنرال،* وحرمته اليومية من حق الرد*.
وأذكر أن الجنرال قد اتصل بي* وقتها وأنا على رأس أسبوعية* "الصح ـ آفة*" وطلب على استحياء إن كان بوسع الأسبوعية أن تمنحه فضاء للرد،* وقد فعلت أكثر من ذلك بنشر استجواب مطول مع الجنرال الراحل الذي* حرمه إعلام الزميلات الفرنسيات من حق الرد المكفول حتى في* الدول الاستبدادية،* ولم* يكن الجنرال بلوصيف استثناء،* بل هو القاعدة في* تعامل الزميلات الفرنسيات مع مبدأ حرية التعبير والرأي،* وهن اللواتي* كن* يرفعن شعار* "لا حرية لأعداء الحرية*" وها هن مرة أخرى* يشجبن حق الجزائريين في* التظاهر للتعبير عن مشاعرهم تجاه إساءة وجهت لعموم المسلمين،* وينسبن للجزائريين تهمة تأييد ومساندة الإرهاب وكأنهن* يدعون الرئيس هولاند إلى تنظيم حملة لتأديب الجزائريين كما حصل مع الليبيين والماليين،* وكأنهن* يطالبن وزيرة العدل الفرنسية طوبيرا بإرسال قضاة تحقيق لملاحقة من شارك من الجزائريين في* مظاهرات* يوم الجمعة نصرة لسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم*.
Commentaire