ذهب سعيداني، وبقي موقفه من القضية الصحراوية لغزاً محيراً.
نشرت بواسطة: المستقبل الصحراوي في في الواجهة 23 أكتوبر,2016 0 986 زيارة
اخيرا فضل عمار سعيداني، الرجل المثير لكل شيء من الاستغراب الى السخرية ان يقدم نفسه زاهدا في السياسة بدلا من ان يستميت في وجه العواصف التي أثارها الرجل فأحرقته أولا وكادت ان تقضي على ما تبقى من دماء في وجه الحزب الجزائري العتيد .
عمار سعيداني الفنان الذي ضل طريقه من الفن الى السياسة وتربع على عرش اعتى أحزاب الدولة الجزائرية يرمي المنشفة أما مرغما او راضيا، فاللعبة انتهت ، أثار الرجل الكثير من اللغط وحطم كل الطابوهات من الصحراء الغربية الى تخوين امناء عامون سابقون للحزب كعبد العزيز بلخادم ولم يسلم من فوهة بنادقه حتى جنرال الجزائر القوي في العقود الأخيرة ورجل الخفاء محمد مدين المعروف بتوفيق .
أسئلة عدة تطرحها الاستقالة المفاجئة للرجل، فهل ضحى لأجل الحزب العتيد الذي تضرب فيه الصراعات البينية نفسها منذ سنوات وبات من الضروري تجاوزها قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، ام ان سعيداني “كملو دراهمو” كما يقول اشقائنا الجزائريين، وانتهى الدور الذي جر به الى الأمانة العامة للافلان .
غير ان الاهم في الاستقالة هي ان المحيط السياسي الجزائري قد يعود الى نضجه المعهود في التصريحات سيما لرجالات الدولة واحزابها التي اتسمت تاريخيا بالكياسة والرزانة بعيدا عن الإستهتار والتخوين لان كلام السياسيين محسوب بكل تفاصيله .
منذ توليه سدة الأمانة العامة في الافلان حول الرجل الحزب العتيد الى حالة من التندر التي تغذي وسائل الاعلام، وبات الجمهور ينتظر كل خرجات سعيداني ليتفرج على الضرب فوق الحزام للخصوم بلا تمييز ولا ورع ، وهي خرجات تكون قد وصلت ارتداداتها السلبية الى الرئيس الشرفي للأفلان عبد العزيز بوتفليقة فكان لابد ان يخلع ردائه عن الرجل الظاهرة .
في اول تصريح له عن القضية الصحراوية على قناة النهار الجزائرية خرج سعيداني عن الموقف التقليدي للجزائر المساند لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وكاد سعيداني ان يقول في القضية الصحراوية أمورا ستخرج الجزائريين الى الشارع ، وهو ما طبلت له وسائل الاعلام المغربية ابتهاجا ورأت فيه السياسي الذي تبحث عنه منذ رحيل الرئيس بوضياف .
مشاركة حزب جبهة التحرير الوطني في مؤتمرات جبهة البوليساريو شهدت اثناء فترة رئاسة سعيداني للحزب ادنى مستوياتها، حيث اصبح يكتفي بإيفاد منتخبي الحزب بولاية تندوف الجزائرية القريبة من مخيمات اللاجئين الصحراويين كممثلين للحزب في التظاهرات والمناسبات المهمة لجبهة البوليساريو.، ولم يشفع لجبهة البوليساريو إرسالها لأول تهنئة خارجية لسعيداني بمناسبة فوزه بالامانة العامة للافلان رغم ان بعض رفاقه اعتبروا فوزه انقلابا على الشرعية داخل جبهة التحرير الوطني الجزائرية.
موقف سعيداني من قضية الشعب الصحراوي انعكس سلبا على بعض قياداته المؤيدة للقضية الصحراوية، والتي كانت تدافع عنها في الكثير من المنابر الاعلامية العربية والعالمية، فمنذ تصريحات سعيداني المثيرة للجدل حول الصحراء الغربية على قناة النهار الجزائرية التزم الكثير من القيادات الصمت ولم يجرؤ على التنديد بها رغم ان لجنة التضامن الجزائرية مع الشعب الصحراوي كانت من أوائل المنددين بتلك التصريحات ، ولم يقتصر الامر عند السكوت عن خرجات سعيداني الإعلامية بل وصل ببعض القياديين بجبهة التحرير الوطني الجزائرية الى قطع اتصالاتهم الهاتفية وحتى علاقاتهم الشخصية مع القيادات الصحراوية خوفا ربما من غضب امينهم العام سعيداني، وهو ما قد يضع علامات استفهام كبيرة على ثقافة المباديء المترسخة في سياسة حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية منذ ثورة نوفمبر المباركة، فهل يعقل ان يضحي الانسان بمبادئه وعلاقاته مع رفاقه في الحركات التحررية خوفا من اغضاب امينه العام؟.
رحل سعيداني من الأمانة العامة للافلان الا انه ترك سؤالا محيرا قد يطول انتظار معرفة جوابه، وهو : ماذا اراد سعيداني ان يقول عن قضية الصحراء الغربية في لقاءه مع قناة النهار الجزائرية، ما قد يخرج الشعب الجزائري الى الشارع على حد زعم سعيداني؟؟. الإجابة ستبقى في انتظار خرجات سعيداني المستقبلية ان لم يتدخل القائمين على السلطة في الجزائر من اجل اسداء النصح له والزامه الصمت حتى لا يؤثر ذلك على طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين الصحراوية والجزائرية.
futuro sahara
Commentaire