تدبر سورة البقرة في ضوء أحداث فيروس كرونا
فتحت المصحف أتدبره اليوم فوصلت إلى قوله تعالى:
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة
واكتشفت أن على كل منا أن يراجع إيمانه فإن تيقن قلبك وعلمت أن الله على كل شيء قدير ....فلما الهلع ولما الذعر من فيروس كرونا أو غيره من الأوبئة والكوارث...
فعند تضرعك واستغاثتك بالله ( ولن يتم ذلك إلا بعد التعرف على الله بأسمائه وصفاته وأن تعيش ذلك بوجدانك وتتشرب كل جوارحك هذا اليقين...فتعلم أن الله على كل شيء قدير)
اذن المطلوب في هذه الأيام والوباء قد انتشر فى العالم أن تستحضر فى قلبك هذه المعانى ومن ثم تتيقن أن الله على كل شيء قدير ، وأنه سبحانه هو وحده القادر على صرف هذا البلاء وهو وحده الذي يلهم البشرية إلي اكتشاف الوقاية والعلاج..
وأعلم تماما :
أنه لا عدوي ولا طيرة ولا هامة ( إلا بإذن الله) وأنه ( لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا)
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل[1]*والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم ﷺ أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له ﷺ: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء، كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال ﷺ: فمن أعدى الأول[2].
والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم ﷺ أن المخالطة تكون سبباً لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله ، ولهذا قال ﷺ: لا يورد ممرض على مصح[3]. والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض مع المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله ﷺ: فر من المجذوم فرارك من الأسد[4]، وذلك لأن المخالطة قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئاً لازماً. والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.
ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
نسأل الله باسمائه الحسني وصفاته أن يصرف عنا وعنكم البلاء والوباء وأن يحرسكم ويحميكم من كل سوء وأن يمتعكم بالصحة والعافية واسعد الله صباحكم.
محبكم د. عبد الله منجود
فتحت المصحف أتدبره اليوم فوصلت إلى قوله تعالى:
۞ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة
واكتشفت أن على كل منا أن يراجع إيمانه فإن تيقن قلبك وعلمت أن الله على كل شيء قدير ....فلما الهلع ولما الذعر من فيروس كرونا أو غيره من الأوبئة والكوارث...
فعند تضرعك واستغاثتك بالله ( ولن يتم ذلك إلا بعد التعرف على الله بأسمائه وصفاته وأن تعيش ذلك بوجدانك وتتشرب كل جوارحك هذا اليقين...فتعلم أن الله على كل شيء قدير)
اذن المطلوب في هذه الأيام والوباء قد انتشر فى العالم أن تستحضر فى قلبك هذه المعانى ومن ثم تتيقن أن الله على كل شيء قدير ، وأنه سبحانه هو وحده القادر على صرف هذا البلاء وهو وحده الذي يلهم البشرية إلي اكتشاف الوقاية والعلاج..
وأعلم تماما :
أنه لا عدوي ولا طيرة ولا هامة ( إلا بإذن الله) وأنه ( لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا)
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل[1]*والمعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم ﷺ أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له ﷺ: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء، كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال ﷺ: فمن أعدى الأول[2].
والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم ﷺ أن المخالطة تكون سبباً لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله ، ولهذا قال ﷺ: لا يورد ممرض على مصح[3]. والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض مع المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله ﷺ: فر من المجذوم فرارك من الأسد[4]، وذلك لأن المخالطة قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئاً لازماً. والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.
ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر.
نسأل الله باسمائه الحسني وصفاته أن يصرف عنا وعنكم البلاء والوباء وأن يحرسكم ويحميكم من كل سوء وأن يمتعكم بالصحة والعافية واسعد الله صباحكم.
محبكم د. عبد الله منجود
Commentaire