نظرية المؤامرة .. تلك التحاليل المستفزة
الجزائرالآن _لازال البعض يصدّعون رؤوسنا بنظرية المؤامرة مع كل حدث يعتقدون أنّه في غير صالح المنتخب الوطني، فمنذ تتويج الخضر بكأس إفريقيا بمصر أصبحنا نشعر أنّ كل العالم ضدنا، الكل يسعى لتحطيم المنتخب والكل يتآمر عليه، لدرجة أنّه لو حكّ بلماضي عينه وهو على خط التماس لقالوا أنّ هناك من وضع حبة غبار فيها حتى يشغله عن متابعة المقابلة.
المؤامرات عند المهوسين بها لا تنتهي، فتواجد حكم مصري في لقاءات الخضر الودية أمام موريتانيا ومالي وتونس مؤامرة لتوقيف سلسلة اللاهزيمة رغم أنّ الفاف هي من أرادت حكاما من مصر للمقابلات الثلاث، ومن حسن الحظ أنّ المنتخب فاز بها جميعا، واختيار منتخب بوركينا فاسو اللعب في المغرب مؤامرة رغم أنّ ذلك حقه الشرعي، ورفض الكاف طلب بلماضي بمواجهة النيجر على الخامسة مؤامرة، وتغيير موعد لقاء العودة مؤامرة، واعتراض الاتحاد الجيبوتي على اللعب في مصر مفضلا مراكش مؤامرة، رغم أنّ الكل يعلم أنّه لو لعب الخضر في الحديقة الرئاسية بالعاصمة جيبوتي سيفوزون، ومع ذلك قالوا كيف يفضّل منتخب جيبوتي اللعب بالمغرب على مصر التي لا تفصلهم عنها إلا ساعة من الزمن؟ وهم لا يعرفون أنّ هناك اتفاقية بين الجامعة الملكية المغربية والاتحاد الجيبوتي، حيث يتكفل المغرب بكل مصاريف الجيبوتيين، كما أنّ المغاربة يكوّنون حكاما ومدربين من جيبوتي، ولهذا من حق الاتحاد الجيبوتي أن يفضّل اللعب في المغرب، رغم أنّ وزارة بلاده انقلبت عليه وسارت مع الطلب الجزائري، وقبل ذاك وبعده حطت المؤامرة رحالها بأرضية ملعب مصطفى تشاكر، لا أدري كيف يمكن ربط سوء أرضية الملعب بمؤامرة والمشرفون عليه جزائريون، فكل المشكلة هي تهاون وقلة كفاءة وحتى عدم إحساس بالمسؤولية، وليست مؤامرة، مع التذكير أنّ هذا الموضوع أضحك علينا الكثيرين، الحديث عن المؤامرات أصبح مستفزا والكل يتداوله، ربما أكثرهم بحسن نية.
من الممكن أن يحدث التلاعب بالاعتماد على الحكم رغم أنّ الـ(var) قلل من ذلك، ولا أتحدث هنا عن الـ(var) الذي أوقفه أحد مهرجي الصحافة الجزائرية في لقاء غينيا الاستوائية، رغم أنّ لا أحد أكد تلك المعلومة، كما يمكن التلاعب بأرضية الميدان كما حدث مع أرضية جابوما، وهذا لا يعني إطلاقا أنّ الكاميرونيين يتآمرون علينا، لأنّ المؤامرة تكون من طرفين أو أكثر، ولهذا فما قاموا به بإفساد أرضية الميدان إن كان ذلك صحيحا، فقط لأنّهم يخشون الخضر، فأرادوا إقصاءهم مبكرا وهذا ما حدث.
أمّا مؤامرة المؤامرات حسب أصحابها، فهي ما حدث خلال قرعة لقاءات السد واصطدام المنتخب الجزائري بالمنتخب الكاميروني، لا أدري كيف يمكن الحديث عن مؤامرة في حين أنّه لو سئل ممثلي المنتخبات التسعة الأخرى عن المنتخب الذي يتمنون عدم مواجهته لاختاروا المنتخب الجزائري رغم خروجه من الدور الأول، والمثير أن تكون المؤامرة على الخضر ومنفذها المنتخب الكاميروني.
إذا كان الاتفاق على هذا الأمر مع إيتو، فإنّ النجم الكاميروني غبي جدا حتى يضع منتخب بلاده في مهمة قد لا يخرج منها سالما، وإن كان ذلك بعيدا عن أعين إيتو، فإنّ الكاميرون مسكينة تبدع في الكولسة من أجل التتويج باللقب القاري، وفي المقابل (تلعب القرعة على راسها) لتجد نفسها أمام أصعب منافس في طريق المونديال بقرعة جرت على أرضها، كما أنّه لو كان هناك تزوير فإنّ من ينفذه هو أديبايور لأنّه من قام بسحب كريات المجموعة الأولى،
فهل يجرؤ اللاعب الطوغولي على خيانة صاحبه إيتو.
Commentaire